والصياغ، والحوانيت الأخرى مفعمة بالذهب والحلي والبضائع والأقمشة من الحرير والقصب لدرجة لا يجد فيها المشتري محلا يجلس فيه.»
11
ومما لفت نظره أن التجار كانوا يبيعون بأثمان محددة، وأن الذي كان يغش الناس كانوا يركبونه جملا ويضعون في يده جرسا يدقه، ويطوفون به البلد، وهو يصيح بأعلى صوته: لقد كذبت وها أنا ذا ألقى عقابي جزى الله الكاذبين.
وختم ناصر خسرو وصفه بأنه رأى في مصر ثروة عظيمة، وأموالا غزيرة، لو أراد وصفها لم يصدقه أحد من بلاد العجم.
12
وقد ذكر أشياء كثيرة عن صناعة النسيج، والخزف، والمعادن في مصر. وسوف نعود إليها في مواضع أخرى من هذا البحث.
وقصارى القول أن مصر كانت لها المكانة الأولى في العالم الإسلامي في الوقت الذي زارها فيه ناصر خسرو، وأن العراق لم يستطع بعد ذلك أن ينتزع منها تلك المكانة إلا بفضل الأمراء السلاجقة، الذين آلت إليهم مقاليد الأمور فيه، والذين امتدت فتوحاتهم حتى أزالوا سلطان الفاطميين عن سورية.
13
الشدة العظمى
على أن مصر لم تلبث بعد زيارة ناصر خسرو أن دب إليها الضعف، وكان أن قبض على أزمة الحكم الوزير اليازوري،
نامعلوم صفحہ