كان هذا وحي «الشيخ علي» في نفسي، غير أني رددته عليه، وأزلني شيطان الحب مرة أخرى فقلت: أفترى الشوهاء على ما بها مما ركع للدهر وسجد،
12
ثم تلك المرأة التي سمج تركيبها فتحامتها العيون، ثم الأخرى التي قمعت في بيتها تختبئ فيه من القبح،
13
فصارت سرا في صدر الحيطان، ثم تلك التي تلوح في النساء كالسطر المضروب عليه أفسده الخطأ، ثم المهزولة التي أدبر جسمها
14
وتقبضت أعضاؤها، وأصبحت جلدة تمشي وتتكلم؛ أفترى هؤلاء أو إحداهن كتلك الغانية المتشكلة في ألوان الثياب كأنما تلبس بدنها الجميل بدنا معنويا يدل على معانيه، أو الأخرى التي تظهر في جمالها الفتان عاطلة من كل حلية، ومع ذلك ترف على حسنها روح الياقوت والألماس واللؤلؤ مما عليها من البريق والشعاع، أو المطوية الممشوقة المسترسلة سلة كأنها في قوامها ووجهها غصن الجمال وزهرته، أو الحسناء اللعوب المزاحة كأنما اجتمعت طباعها من نور القمر، أطل في ليلة من ليالي الربيع يداعب أوراق الورد النائمة، أو ... أو تلك
15 «يا شيخ علي» ...؟
قال «الشيخ علي»: فيا ويلك! إني والله بك من رجل لخبير،
16
نامعلوم صفحہ