============================================================
نحن الناس المحسودون الذين عنى الله بهذا ، حسدنا على ما آتانا الله من الإمامة وهى الملك العظيم الذى ذكر الله عز وجل، . وقال عليه السلام : الحسد رأس كل خطية، وهو أول ذنب كان فى السماء وأول ذتب كان فى الأرض وأول ذنب كان فى الإنس وأول ذنب كان فى الجن وذلك أن [53 ب] ابليس حسد آدم فكان ذلك سبب معصيته، وحسد أحد ابنى آدم أخاه لما تقبل قربانه دونه فقتله ، وقال فى قول الله عز وجل حكاية عن أهل النار: "ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (1) قال أرادوا إبليس وقابيل لأنهما أول من سن المعصية وركب الخطيية من الجن والإنس فكان سبب ذلك الحسد . وكذلك من أنكر نبوة الأنبياء وإمامة الائمة ونصب لهم ، وتغلب دونهم فإنما سبب ذلك أنه حسدهم على ما أعطاهم الله، وأحب أن يكون ذلك له دونهم، وكذلك يحرى هذا المجرى من نافس غيره فى حظه فسعى فى إزالته عنه، ومن سرق مال أحد وأفسد أهله أو ما يحرى هذا المجرى من الذنوب فإنما أصل ذلك أنه حسده فيما أتاه الله وأراد أن يكون له دونه ، وذلك قول الصادق جعفر بن محمد صلع " الحسد رأس كل خطية* وذلك مع ما فى الحسد من الغم والكد، ولذلك قال بعضهم : مارأيت ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد .
وكذلك من كبائر الحسد حسد من حسد أحدا فضلا من فضل الآثمة عليه، لأنه يدخل فى ذلك مع ذتب الحسد ذنب الإنكار على الاثمة فعلهم، لأن ذلك الحاسديرى أن الذين أنعموا عليه ليس بأهل النعمة، وأن فعلهم ذلك به غيرضواب، فهذا ذنب عظيم أيضا مع ذنب الحسد . وكذلك الشره وهو مكروه ومنهى عنه ، وهو فى الحرام أغلظ إثما واكثر وزرا وهو فى أموال الائمة صلوات الله عليهم أشد تغليظا وإثما على ما قدمنا ذكره فى خيانتهم [154] والتعدى عليهم ، وان إثم ذلك يفوق على الآثام وذنبه يجاوز الذنوب ، (1) سورة فسلت 29/41
صفحہ 97