139

============================================================

يتجاوزه ولايقصر عنه ، فرأس أمر الدعاة إلى أولياء الله وسيد أعمالهم وقطب أمورهم صلاح أنفسهم بالدين الصادق والورع الحاجز والدعاء بالحكمة البالغة والموعظة الشافية ، كما قال الله لرسوله : "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . ثم ينبغى للداعى اختبار أمر من يدعوه وتعرف أحوالهم رجلا رجلا، وتميز كل امريء منهم ومعرفة مايصلح له أن يؤتى إليه ويحمله عليه من أمر الله وأمر أوليائه، ومقدار ما يحمله من ذلك وقدر قوته وطاقته ومتى يوصل ذلك إليه وكيف يغذوه به: وامتحان الرجال وتعرف الأحوال، ومقدار القوى ومبلغ الطاقات ، وعلم ذلك هو أفضل ما يحتاج إليه الدعاة في باب السياسات والرياضات ، فكنير ما فسد أمر الداعى من جهله بهذا البابوفسدت دعوته منه ، وقد يعترى من يجوز عليه التضييح من الدعاة (88 ب] وينفق عنده منهم وتجوز عليه الحيل من الفساد فى أمره والخلل فى دعوته ما يطول القول بذكره . فينبغى للداعى أن يحكم أمر هذا الوجه من نفسه ويكون االصق أهل دعوته به وأقربهم منه وأحقهم بفوائده من حسنت نيته وصفت طويته ودق نهنه وصح اعتقاده وجاد عقله وملك شره وقام بفرضه، ماكان بما كثر أو قل شرف عند الناس من كانت هذه حاله أو انحط لديهم أو صغر أو كبر عندهم، إلا أن يحتاج الداعى إلى استمالة الأشراف فى حال تستميلهم، كما تستمال المؤلفة قلوبهم على مقدار أحوالهم ، ولا يضيع من وصفتا حاله عندهم، بل يجب آن يظهر من تقريبه لهم واظهار فضله عندهم ما يكون ذريعة إلى التماس مثل ذلك لهم ، فإن التقريب على الدين والتفضيل به رالترفيع لاهله أقرب سبيا إلى اغتباط الناس به ودخولهم فيه وتصنعهم به لما يؤملون من [...]1) ارتقى بسببه، والناس أبناء تحاسد وأكثر من طلب علما [189) أو دينا كانابتداء طلبه منافسة نظيره وقرينه ، ومن رغب أن يحل محله، ثم ترتقى الحالات بمن أراد الله سعادته إلى طرق الخير فيه ، ولذلك قال بعضهم (1) هنا مكان كلمة شطبت ولم بشيت فيرها

صفحہ 139