92

فامتقع وجهها ولاذت بالصمت، وضاق الملك بحديثها ذرعا وكان يعاني مرارة الخيبة فلم يطق البقاء، وقال وهو يهم بمغادرة المخدع: لن تجدي حاجة إلى الامتناع عن الطعام.

وغادر المخدع مغضبا ساخطا وقد بيت نيته على أن ينقلها إلى سفينة أخرى، ولكن ما كاد غضبه يسكت حين خلا إلى نفسه في المقصورة حتى عدل عن نيته فلم يصدر أمره.

18

ومثل الحاجب حور بين يدي الملك في مقصورته وقال: مولاي، جاء رسل من قبل أبوفيس يستأذنون في المثول بين يديك.

فعجب أحمس وسأله: ماذا يريدون؟

فقال الحاجب: قالوا إنهم يحملون رسالة لذاتك العليا.

فقال أحمس: ادعهم على عجل!

فغادر الحاجب المقصورة وبعث بضابط إلى الرسل، وعاد إلى مولاه ينتظران، ولم يلبث أن جاء الرسل مع شرذمة من ضباط الحرس، وكانوا ثلاثة يتقدم كبيرهم ويتبعه اثنان يحملان صندوقا من العاج، وكانوا كما يبدو من ثيابهم الفضفاضة من الحجاب، بيض الوجوه، طوال اللحى، وقد رفعوا أيديهم بالتحية دون انحناء، ووقفوا في غطرسة ظاهرة، فرد أحمس تحيتهم في كبرياء وسألهم: ماذا تريدون؟

فقال زعيمهم بلهجة أعجمية متغطرسة: أيها القائد ...

ولكن حور لم يمكنه من إتمام عبارته، فقال له بهدوئه الطبيعي: إنك تحدث فرعون مصر يا رسول أبوفيس!

نامعلوم صفحہ