فابتسم إسفينيس وهو ينعم النظر إلى أناملها، وقال: أما وقد حاز إعجاب سموك، فلا يجوز أن يرد إلى صندوقه.
فقالت في سهولة: نعم .. ولكن ليس لدي ثمنه .. هل أنت ذاهب إلى طيبة؟
فقال: نعم يا مولاتي.
فقالت: ما عليك إلا أن تقصد القصر فتقبض ثمنه.
فانحنى الشاب إجلالا، وألقت الأميرة نظرة وداع على زولو، ثم تحولت ماضية بقوامها اللدن الرشيق، يتبعها الجواري، وتعلقت بها عينا الشاب حتى غيبها عنه حائط السفينة، ثم تنبه إلى نفسه، فعاد إلى سفينته حيث كان لاتو ينتظره على جزع، وقد بادره: ما وراءك؟
فأجمل له أقوال الأميرة، وتساءل ضاحكا: ترى هل هي حقا ابنة أبوفيس؟
فقال لاتو بامتعاض: هي الشيطانة ابنة الشيطان.
وأيقظته لهجة لاتو الخشنة ونظراته الغاضبة من سباته، وأدرك أن التي أثارت إعجابه ابنة مذل شعبه وقاتل جده، وأنه لم يشعر في محضرها بما هي أهل له من المقت والكراهية. وتضايق وخشي أن تكون لهجته وهو يروي قولها نمت عن إعجاب ساء الشيخ الأمين، وقال لنفسه: ينبغي أن أكون أهلا للواجب الذي جئت هنا من أجله، ولذلك لم يلتفت إلى سفينة الأميرة وأطال النظر إلى الأفق، وحاول أن يحقد على الأميرة، وأحس أنها قوة حقيقة بكل مقاومة .. لقد ذهبت من سبيله إلى الأبد، ولكن .. رباه .. إنها جمال يجري في أعطافه السحر، ولا يسع من يبتلى برؤيته إلا أن يغمض جفنيه من قوة نوره!
وذكر في تلك اللحظة زوجه الصغيرة نيفرتاري، بقوامها المعتدل، ووجهها الأسمر الخمري، وعينيها السوداوين الساحرتين، فلم يزد على أن تمتم قائلا: «يا لهما من صورتين متناقضتين جميلتين!»
4
نامعلوم صفحہ