أن أفعل التفضيل في جانب الحق محال لتساوي الروائح كلها عنده إذ اختلاف الروائح تابع للمزاج والحق منزه عن ذلك، قال: ولا أدري هل الحيوان أن يدرك رائحة الخلوف متغيرة أم لا؟ لأني ما أقامني الحق تعالى لفي صورة حيوان غير إنسان كما أقامني في أوقات في صورة الملائكة فتأمل ه وحرره والله عليم حكيم وقال في حديث : "ايدع طعامه وشرابه من أجلي" : إنما قدم الطعام اعلى الشراب في الذكر لأن الطعام هو الأصل في الغذاء وأما الشراب فيمكن اتركه لأن العطش من الشهوات الكاذبة فمن عود نفسه الإمساك عن الماء وإنا اعطشت أقام والله الشهور والسنين لا يشتهيه من غير تأثير في المزاج ولا في البدن وتقنع الطبيعة بما تستمد من الرطوبات التي في الطعام. وأطال في ذلك الكلام على آداب الخلوة.
وقال في حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت آبواب النار وصفدت الشياطين" : وجه مناسبة الصوم لفتح آبواب الجنان كون الصائم اخل في عمل مستور ليس له عين وجودية كما مر أول الباب فيظهر للبصر ولا هو بعمل للجوازح على ما مر والجنة مأخوذة من الستر، والخفاء. وأما اوجه مناسبة غلق أبواب النار للصائم فإن النار إذا غلقت أبوابها تضاعف احرها وأكل بعضها بعضأ وكذلك الصائم إذا صام غلق أبواب نار طبيعته فوجد للصوم حرارة زائد لعدم استعمال المرطبات ووجد ألم ذلك في باطنه فقويت نار شهوته بغلق باب تناول الأطعمة والأشربة وصفدت الشياطين التي اي صفات البعد عن الله لقربه حينئذ من الصفة الصمدانية وأطال في ذلك وقال: الذي أقول به وهو مذهب ابن الشخير أيضا: إذا غم علينا شهر امضان أن لا نعمل بأكبر المقدارين وإنما نسأل أهل التسيير عن منزلة القمر ان كان على درج الرؤية وغم علينا عملنا عليه وإن كان على غير درج الرؤية كملنا العدة ثلاثين.
وقال: وجه من قال بكراهة الصوم مع الجنابة أن الصوم يوجب القرب امن صفات الله والجنابة بعد عن حضرته فكما لا يجتمع القرب والبعد كذلك
نامعلوم صفحہ