التراب؛ أي أنزلك الله من كبريائك وعزك إلى مقام الذل والصغر، فكنى عن اذ لك بالتراب فإن الأرض قد سماها الله ذلولا على المبالغة وأذل الأذلاء من الوطئه الذليل. ثم إن الكبرياء لا يندفع من الباطن إلا باستعمال أحكام العبيد ومن هنا شرع الاستنثار في الاستنشاق فقيل له : اجعل الماء في أنفك ثم انتثروا الماء هنا هو عملك بعبوديتك فإذا استعملته في محل كبريائك خرج الكبرياء من محله وهو الاستنثار.
وقال : إنما أمر العبد أن يستر عورته في الخلوة وإن كان الحق تعالى الا يحجبه شيء لأن حكمه تعالى في أفعال عبيده من حيث ما هم مكلفون هكذا تبع الشرع فيه العرف.
وقال: الطهارة الباطنة للأذنين تكون باستماع القول الأحسن فإنه ثم حسن فأحسن فأعلاه حسنا ذكر الله في القرآن فيجمع بين الحسنين فليس أعلى من سماع ذكر الله بالقرآن مثل كل آية لا يكون مدلوها إلا ذكر الله فإنه اما كل آي القرآن يتضمن ذكر الله فإنه فيه حكاية لأحكام المشروعة وقصص الفراعنة وحكايات أقوالهم وكفرهم وإن كان في ذلك الأجر العظيم من حيث اما هو قرآن بالإصغاء إلى القارىء إذا قرأه من نفسه أو غيره فعلم أن ذكر ال ه اذا سمع في القرآن أتم من سماع قول الكافرين في الله ما لا ينبغي وقال فيه: أصل مسح الرأس طلب الوصلة لله ولا تكون الوصلة إلا مع اشهود الذل والانكسار ولهذا لم يشرع مسح الرأس في التيمم لأن وضع التراب اعلى الرأس من علامة الفراق وهو المصيبة العظمى إذ كان الفاقد حبيبه بالموت اليضع التراب على رأسه، وسيأتي زيادة على ذلك. وأطال في ذلك.
وقال فيه: اعلم أن الاستدلال على الاكتفاء بالمسح على العمامة دون الرأس بحديث مسلم في المسح على العمامة معلول أعله ابن عبد البر وغير فإن المسح فيه قد وقع على الناصية والعمامة معا فقد....(1) الماء الشعر وحصل حكم الأصل في مذهب من يقول بمسح البعض. وقال فيه: مسح الرجلين بالكتاب وغسلهما بالسنة المبينة للكتاب. قال : والآية تحتمل العدول (1) موضع النقط بياض في الأصل.
نامعلوم صفحہ