162

الآخرة، وأما الران فهو صدأ أو طخاء في مرآة القلب يحدث من النظر ما لم أمره الله بالنظر إليه، وجلاؤه يكون بذكر الله وتلاوة كلامه وأما القفل فهو الأهل الاعتذار يوم القيامة من الموحدين فإنهم يقولون: ربنا إننا لم نقفل على قلوبنا وإنما وجدناها مقفلا عليها ولم نعرف من قفلها فرمنا الخروج فخفنا امن فك الختم والطبع فبقينا ننتظر الذي قفل عليها عسى يكون هو الذي ايتولى فتحها فلم يكن بأيدينا من ذلك شيء. قال: وكان عمر بن الخطاب ووأضرابه ممن أسلم من الصحابة من أهل تلك الأقفال فلما تولى الله فتحه وأسلم شيد الله به الاسلام وعضده رضي الله عنه .

وقال: من أوتي الفهم في القرآن فقد أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا إنما كثرها لما فيها من الوجوه؛ قال: وإيضاح ذلك أن الهم في الكلام على قسمين : قسم مكتسب من مادة وقسم مكتسب من غير امادة فالذي يكتسب من غير مادة لا يقال فيه فهم، وإنما يقال فيه علم. وأما المكتسب من المادة فهو الذي يقال فيه فهم وهو تعلق خاص في العلم، فإذا اعلم السامع اللفظة من اللافظ بها أو رأى الكتابة ففيه تفصيل فإن علم مراد المتكلم من تلك الكلمة مع تضمنها في الاصطلاح معاني كثيرة خلاف مراد المتكلم بها فهو الفهم وإن لم يعلم مراد المتكلم من تلك الكلمة على الفصيل واحتمل عنده فيها وجوه كثيرة مما تدل عليه الكلمة ولا علم مراد المتكلم من تلك الوجوه هل أرادها كلها أو أراد بعضها فمثل هذا لا يقال ال فيه: إنه أعطي الفهم في القرآن وإنما أعطي العلم بمدلولات تلك الألفاظ ابالاصطلاح الذي عرفه وأطال في ذلك . ثم قال: واعلم أن كلام الله تعالى اقد أنزل بلسان العرب فإذا اختلفوا في الفهم عن الله ماذا أراد بكلامه مع اختلاف مدلولات تلك الكلمة أو الكلمات كان كلام الله يقبل جميع الوجو الي فهموها، وذلك لأن الله تعالى عالم بجميع تلك الوجوه فما من وجه امنها إلا وهو مقصود لله تعالى من تلك الكلمة بالنظر إلى من يفهم منه ذلك الوجه المقصود ومقصود أيضا لذلك الشخص المتكلم ما لم يخرج عن السان فإن خرج عن لسان العرب فلا فهم، ولا علم. قال: وليس هذا الكم الذي قررناه لكلام أحد من المخلوقين فقد يكون بعض الوجوه غير

نامعلوم صفحہ