وقال في الباب الأحد والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى : (فلم تقتلوهم ولكرب الله قتله وما رميت إذ رميت ولكرب الله رمى) [الأنفال: 17]: اعلم أان في هذه الآية إثبات القتل والرمي لمن نفاه عنه ثم إنه لم يثبت على الالبات بل أعقب الإثبات نفيا كما أعقب النفي إثباتا بقوله: (ولكب الله قتلهتر* [الأنفال: 17] وبقوله: وللكب الله رمى) [الأنفال: 17] فما أسرع ما ال نف وما أسرع ما أثبت لعين واحدة، قال: وإيضاح ذلك أن الله تعالى قال: (فاقتلوهم)* [البقرة: 191] فأظهر أمرا وآمرا ومأمورا في هذا الخطاب فلما وقع الامتثال وظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات؛ قال: ما أنتم الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل .
الفكما أن القتل وقع في المقتول بالآلة ولم يقل فيها: إنها القاتلة من الضارب اهو القاتل كذلك الضارب بالنسبة إلينا ليس هو القاتل بل هو مثل السيف بالنسبة إليه هو فافهم وقال في الباب الثاني والتسعين وثلاثمائة في قوله تعالى: (وجزاؤأ سيية ايية مثلها* [الشورى: 40] الآية : اعلم أن كل من غضب من العالم وانتقم فقد رحم نفسه بذلك الانتقام لكونه شفاء له مما يجده من ألم الغضب وصدقة الإنسان على نفسه من أفضل الصدقات، ثم إذا رحم نفسه وزال الغضب لا بد أن تعقبه الرحمة وهو الندم الذي يجده الإنسان في نفسه إذا اعاقب أحدا ويقول: لو شاء الله كان العفو عنه أحسن لا بد أن يقول ذلك إما ادنيا أو أخرى يعني : في انتقامه لنفسه لئلا يتخيل أن إقامة الحدود من هذا القبيل فإن إقامة الحدود شرع من عند الله ما للإنسان فيها تعمل. وأطال في اذلك، ثم قال: واعلم أنه لم يأت في القرآن قط أن الله خير الآخذين ولا اخير الباطشين ولا المعذبين ولا المنتقمين وإنما جاء خير الراحمين خير الفاصلين، خير الشاكرين، خير الغافرين . وأما خير الماكرين فلحكمة لا اييبغي أن تذكر إلا بين أهل الله تعالى، فتأمل ما تحته.
اوقال في الباب الثالث والتسعين وثلاثمائة في قول الله تعالر (وإن ام نها) [البقرة: 74] ، أي : الحجارة لما يهبط من خشية الله) [البقرة: 74]: اهذا دليل سمعي شهد للحجارة بالخشية ولا يخشى إلا حي دراك. قال: وقدا
نامعلوم صفحہ