عالى لا يتنزل منزلة من يفتقر إلى غيره من المخلوقات بخلاف الحواس الظاهرة فإنها إنما هي مفتقرة إلى الله تعالى لا إلى غيره فتنزل تعالى لمن هوا فتقر إليه لم يشرك به أحدا فعلم أن الحواس أتم لكونها هي التي تهب القوى الروحانية ما تصرف فيه وما به تكون حياتها العلمية، قال : ولما كان تجلي الحق تعالى في الثلث الآخر من الليل يعطي العلوم والمعارف أكثر مما يعطي الثلث الأول والأوسط، كان علم أهل الثلث الآخر من مدة عمر هذه أمة أكمل وأتم وذلك لأن رسول الله لما بعثه الله والكفر ظاهر لم الع الصحابة إلا إلى الإيمان خاصة ولم يظهر لهم شيئا من العلم المكنون وصار يترجم لهم عما نزل من القرآن بحسب ما يبلغه إلى عموم ذلك القرن افكان الصحابة أتم في مقام الإيمان والتابعون أتم في العلم، وتابع التابعين أتم في العمل، قال: والحكمة في كون الصحابة أقوى إيمانا أن نشأ الإنسان فطرت على الحسد فلما بعث إليها نبي من جنسها لم يؤمن به إلا امن قوي على دفع ما في نفسه من الحسد وحب الشغوف وهروبها من الخول تحت حكم غيرها فكان إيمان الصحابة أقوى بهذا النظر لمشاهدتهم اقديم جنسهم عليهم وكان معظم اشتغالهم فيما يدفع سلطان الحسد أن اقوم بهم وذلك مانع لهم من إدراك غوامض العلوم والأسرار، فارتفعوا اعلينا بقوة الإيمان ولكن جبر الله نقصنا بإعطائه لنا التصديق بما نقل لنا اعنهم من الشرع فحصل لنا درجة الإيمان بالغيب الذي لا درجة للصحابة الفيه ولا قدم فعلم أنهم ما فضلونا إلا بقوة الإيمان والسبق وأما في العلم والعمل فقد يساويهم غيرهم في ذلك. وأطال في ذلك، ثم قال: فالحمد لله جاء بنا في الزمن الأخير وجبر قلوبنا بالتصديق، وعدم الشك ووالتردد فيما وجدناه منقولا في أوراق سوادا في بياض ولم نطلب على ذلك ليلا ولا ظهور آية ولو أننا جئنا في عصر رسول الله ، ما كنا نعرف كيف يكون حالنا عند مشاهدته 2، هل كان يغلب علينا داء الحسد فلا نطيعه أم نغلب نحن نفوسنا ونطيعه؟ فكفانا بالله ذلك فله الحمد على كل وقال في الباب السابع والأربعين وثلاثمائة، في الكلام على العندية
نامعلوم صفحہ