ابتغيت بها جزاء في الجنة أو معاوضة في الدنيا فخذها منه إن كانت عينها اباقية وإلا قيمتها وإن كنت ابتغيت بها وجه الله فلا أحكم لك بشيء انتهى اوقال في الباب الثالث والتسعين ومائتين في قوله تعالى: (ورحمتى وسيعت كل شىء) [الأعراف: 156] : اعلم أن لله تعالى جودا مطلقا وجودا م قيدا وهذه الآية من الجود المطلق وأما المقيد فهو قوله : كتب ريمكم على انفنيه الرحمة) [الأنعام: 54]. أي : أوجب وفرض على نفسه الرحمة لقوم اخواص نعتهم بعمل خاص وهو قوله: (أنم من عمل منكم سوءا بجهلةر ش تاب من بعدهه وأصلح)* [الأنعام: 54] فهذا جود مقيد بالوجوب لمن هذه اصفته، وهو عوض عن هذا العممل الخاص ولا يخفى أن التوبة والإصلاح امن الجود المطلق فقابل جوده بجوده فما حكم عليه سبحانه سواه ولا قيد ايره. قال : وحكي عن سهل بن عبد الله عالمنا وإمامنا أنه قال: لقيت ايلييس فعرفته، وعرف مني أني عرفته فوقعت بيننا مناظرة فقال لي وقلت له ووعلا بيننا الكلام وطال النزاع بحيث أنه وقف ووقفت وحار وحرت فكان من آخر ما قال لي: يا سهل إن الله تعالى يقول: (ورحمتي وسعت كل شيء [الأعراف: 156] ، فعمم ولا يخفى عليك أنني شيء بلا شك لأن لفظة كل اقتضي الإحاطة والعموم وشيء أنكر النكرات فقد وسعتني رحمته. قال اهل: فوالله لقد أخرسني، وحيرني بلطافة سياقه وظفره بمثل هذه الآية وفهمه منها ما لم أفهم وعلمه من دلالتها ما لم أعلم، فبقيت حائرا متفكرا وأخذت أتلو الآية في نفسي فلما جئت إلى قوله تعالى: فسأحتبها للذين وقون [الأعراف: 156] الآية . سررت وظننت أني قد ظفرت بحجة وظهرت عليه بما يقصم ظهره فقلت له : يا ملعون إن الله تعالى قد قيدها بنعوت امخصوصة تخرجها من ذلك العموم فقال: فسأحتبها لاذين ينقون [الأعراف: 156] إلى آخر النسق. فتبسم إبليس وقال: والله يا سهل ما كنت أظن أن يبلغ بك الجهل بصفات الله تعالى هذا المبلغ ولا ظننت أنك ههنا اليتك سكت ليتك سكت ليتك سكت ألست تعلم يا سهل أن التقييد صفتك الا صفته تعالى؟ قال سهل: فرجعت إلى نفسي، وغصصت بريقي وأقام الماع في حلقي ووالله ما وجدت له جوابا، ولا سددت في وجهه بابا وعلمت أنه الكبريت الأحمر /م8
نامعلوم صفحہ