[التكاثر: 1، 2] : اعلم أن شهود الكثرة يوجب للعبد الجهل بنفسه وذلك لأن الروح لا يعقل نفسه إلا مع هذا الجسم محل الكم والكثرة ولم يشهد نفسه القط وحده مع كونه في نفسه واحدا ولا تعرف إنسانيته إلا مع وجود هذا الجسم ولا تعقل أحديته في ذاته أبدا وإنما تعقل أحدية الجنس لا الأحدية الحقيقية والذي يحصل له بالاكتساب أنه واحد في عينه علم دليل فكري لا اعلم ذوق شهودي كشفي وأطال في ذلك. ثم قال: واعلم أن الزيارة مأخوذة امن الزور وهو الميل فمن زار قوما فقد مال إليهم بنفسه فإن زارهم بمعناها افقد مال إليهم بقلبه وشهادة الزور هي الميل إلى الباطل عن الحق وزيارة الموتى هي الميل إليهم تعشقا لصفة الموت أن تحل به فإن الميت لا حكم اله في نفسه وإنما هو في حكم من يتصرف فيه ولا يتصور من الميت منع ولا اباية ولا حمد ولا ذم ولا اعتراض بل هو مسلم فمن وفى هذا المقام حقه لفهو من رجال الله. قال: وجملة الأمر أن يكون حيا في أفعاله الظاهرة والباطنة التي يتعلق بها التكليف، ويكون ميتأ بالتسليم لموارد القضاء عليه في كل شيء لا للمقضي والله أعلم.
ووقال في الباب الثالث والثمانين ومائتين: ليس للشيطان على قلوب الأنبياء اطلاع ولا استشراف بخلاف قلوب الأولياء ألا ترى أن الشيطان لعنه الله لما علم أن رسول الله بهذه المثابة من العصمة أن يصل إلى قلبه كيف جاءه في الصلاة في قبلته بشعلة من نار مخيلة فرمى بها في وجهه وكان ارض الشيطان أن يحيل بينه وبين الصلاة لما يرى له فيها من الخير فإنه احسده بالطبع فتأخر النبي إلى خلف ولم يقطع صلاته وأخبر بذلك أصحابه، وأما الولي فإن الشيطان يلقي إليه في قلبه وقد يسمع منه ما يحدث به نفسه فيطمع أن يلبس عليه حاله. وأطال في ذلك.
اوقال في الباب الرابع والثمانين ومائتين: ينبغي للعارف إذا كان في امجلسه من لا يؤمن بكلام القوم ولا يفهمه أن لا يتكلم بشيء من الدقائق فإن ابق منه كلام دقيق على من ليس من أهل الطريق فالأدب منه أن يقول: إنما اهذه عبارات أحوال ونطق حال لا نطق مقال كما تقول الأرض للوتد لم تشقني فيقول لها الوتد: على من يدقني
نامعلوم صفحہ