وأطرق خزيان وأنقذه ظهور الجنين معلنا عن قدومه.
إسعاد عفيفة ولكن هالها أن يمر وقت ولا تأتي فيه بمال ولم يطل بها التفكير، فإن مثيلاتها أيضا يلعبن القمار ولا يخسرن فيه أبدا لأن اللاعبين يحبون أن يخسروا لهن مالا.
وما دام ظهور الجنين قد منعها الحصول على المال من العمل فإنه لا يستطيع أن يمنعها من الحصول على المال على موائد القمار.
18
مشروع العمر
كان فرغلي قد تعلم في معاملته لمن يمسك برقابهم أن يجعل ضغط يده يتوقف قبل أن يزهق الروح، وكان قد تعلم أنه حين يجعل واحدا منهم ينحني ويعفر رأسه في حمأة الذل عليه بعد أن يجعله ينفذ ما يريد أن يفتح له بابا يعود عليه بكسب يخفف الذل الذي أصابه، فإذا لم يضمد جراح الآدمي فيه أتاح لشرة المال أن تجعله يهدأ إلى بعض راحة. - مشروع العمر يا نديم: أي مشروع؟ - وسأجعلك وحدك المسئول عنه. - وحدي؟ - معي طبعا. - لا أشك في هذا. - قد يستغرق منك عشر سنوات. - عشر سنوات؟ - بناء جامعة. - جامعة؟ - بأكملها على مساحة خمسمائة فدان. - أين؟ - ستعرف. - ورأسماله؟ - أكثر من مائة مليون جنيه. - والشركة وحدها هي التي ستقوم به. - أنا وأنت ويحيى ابن عمتي. - متى تبدأ؟ - الجامعة رسمت مع يحيى المعامل ومنازل الطلبة ومنازل الأساتذة بل ومنازل السعاة ومرائب السيارات، اثنتا عشرة كلية. - دفعة واحدة؟ - وأنا وأنت المسئولان فقط ومعنا يحيى. •••
وراح المال يتدفق على نديم وأعلن اسمه على لافتات البناء أنه المشرف المسئول من قبل الشركة، وكان يعرف الأظافر الحادة التي تنتاش رقبته؛ فكان يعطي فرغلي نصيبه دون أية مناقشة.
ولما كان لا بد للشركة أن تكسب علنا، ولا بد لنديم أن يكسب لنفسه ولفرغلي سرا؛ فقد كان من الطبيعي أن يكون ذلك على حساب نفقات البناء نفسها، والبناء جماد لا يعرف السرقة ولا يعرف الغش ولا يحسن أيضا إخفاء السرقة أو الغش.
ولكن يحيى حسين ابن عمة فرغلي والمهندس المسئول عن البناء قد أصبح خبيرا؛ أي خبير في إخفاء ما لا يستطيع البناء أن يخفيه.
19
نامعلوم صفحہ