خطبة الإدانة الطويلة عند سور المدينة وفرناندو
خطبة الإدانة الطويلة عند سور المدينة وفرناندو
اصناف
المرأة (في غضب يزداد توحشا) :
انصرف منذ قليل؟ دخل مخدعه لينام؟ وإذا صرخت، ألن يوقظه صراخي؟ أيها القيصر! أيها القيصر! استمع إلي أيها القيصر! تكلم! هل تألمت لسوء حالي؟ لقد رأيت كل شيء ثم ذهبت بغير كلمة واحدة. إنني أكرهك! ينبغي أن تسقط من على عرشك. وتسقط معك قشور السمك الذهبية التي تلتف بها. ما أنت إلا بعبع وهمي. وأنا أغرق في الضحك عندما تسيل نشارة الخشب من رأسك المكسور. وأنتم، يا حضرات الضباط جميعا، ما هذه الأماكن الفخمة التي حجزتموها لأنفسكم فوق السور؟ إلى أي مدى يمكنكم أن تمدوا أبصاركم إلى القرى والنجوع؟ يا لبراعتكم في الكلام! خذوا راحتكم في الكلام عني. بل توقفوا، إنني أهزأ بكم، لن أستمع إليكم! سأهتف في كل مكان: لا تستمعوا للأغبياء فوق السور. هنا على الأرض مكاني. أنا لا أنظر بعيدا. لا أسمع أكثر مما يقوله الجيران. ولست أكثر ذكاء من معلمي. ولكنني أعيش. أعيش! وإذا كنت قد فشلت في حياتي، فمن المسئول؟ (تستطرد بعد انصراف الضباط.)
هل تعرفونه؟ لا، لا أقصدكم؛ لأن مكانكم هناك في مهب الريح. إنني أضحك على نفختكم الكذابة. على أناقتكم وزينتكم. فخامتكم وسمتكم كالديوك المخصية. والطريقة التي تتكلمون بها؟ كلام معسول، وهباء. ماذا فعلت إذن؟ تعبت وشقيت لأكون امرأة صالحة خيرة. فلم تكن النتيجة إلا الشر والفساد. أليس كذلك؟ أردت أن أعيش مع زوجي في أمان. تعب وشقي بقدر طاقته، لكنه ذهب، لماذا؟ هل تعرف قوانينكم سبب ذلك؟ أتستطيع عدالتكم أو طيبتكم أن تخبرني؟ أيها النواطير! إنني أضحك كلما رأيتكم تفغرون أفواهكم. أين ذهب الرجل إذن؟ هسوي لي! اسمعني! اخرج من مخبئك! لن يأتي زوجي لن يأتي، لقد مات! حجرا صار، كومة تراب، زوجي مات، هسوي لي لن يأتي، لقد ذهب باختياره، وأنت ذهبت أيضا، أيها الجبان، أيها الخامل الكسول، أيها البهيم العقيم. اذهب إلى القتلة، فما أنت إلا واحد منهم. هل تصورت أنني سأبكي عليك؟ لا تستسلم للأوهام. سأعبئ الكوخ بالدخان لتخرج منه رائحتك النتنة. ليتحول العالم كله إلى دخان يفترس الأعين، حتى يتخلص من نتن هذا الرجل، أنتم يا من فوق السور! أيها المطرزون بالذهب، يا أصحاب القوانين الجميلة والحكمة الجميلة والأخلاق الجميلة، لم لا تفسرون لي السبب في انتشار العفن الفظيع في العالم كله؟ إنكم تشمخون بأنوفكم في الأعالي وتشمون ما لا أشمه، ولا بد أنكم تعرفون السبب، أف أيتها الجثة النتنة العفنة المخضرة التي يلتهمها الدود، إنني أسد أنفي وأبصق عليك. (تتجه إلى السور)
دعوني أدخل! أفسحوا لي الطريق! وأنت أيها السور، أيها السور السميك، ابتعد! ابتعد! أيها السور السميك العظيم القديم الغبي! أنا فان شين-تينج أقف هنا تحتك. لا أريد أن أبقى واقفة في مكاني، أريد أن أخترقك وأنفذ فيك. سأظل ألطمك برأسي حتى تتهدم يا من أكرهك أشد الكراهية. ما الذي يمنع أن أعيش مع الرجل أيها السور؟ ولماذا ذهب؟ لماذا لا يفهم بعضنا بعضا، ولماذا تقف هنا أيها السور؟ ولماذا أنا هنا بينما الرجل على الجانب الآخر؟ لماذا خلت جميع القوانين من كل قيمة؟ وتجردت كل النوايا الطيبة من أي قيمة؟ لماذا أصبح الأمل كله عدما، والحنان عدما، والذكاء عدما، والحب عدما، عدما، عدما؟ أجبني على سؤالي! لماذا تقف هنا أيها السور؟ لا تلذ بالصمت! لماذا تقف هنا؟ أجبني! أجبني! (تدق على السور بغضب جنوني)
إنني أكرهك! أبصق عليك! أضحك عليك! ألعنك! أنا .. أنا .. أنا .. أنا .. أنا .. أنا .. أنا ... (يدخل أحد الجنود المكلفين بالحراسة ووجهه مغطى بقناع، ولكننا نعرف من صوته أنه هو نفسه الرجل الذي أراد قبل ذلك أن يذهب معها. لقد عاد إلى جموده وبروده، وتجرد من السمات الشخصية ومن كل تعاطف أو انفعال. يلكز المرأة بحربته ويقول):
الجندي :
اذهبي! لن يسمعك أحد! (تقشعر المرأة فزعا وتحدق فيه.) (ستار)
فرناندو كراب أرسل إلي هذا الخطاب
(محاولة للكشف عن الحقيقة)
(عن قصة للفيلسوف والشاعر الإسباني)
نامعلوم صفحہ