أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة له أيضا
الحمد لله الذي عمت آلاؤه جميع مخلوقاته؛ فأبى أكثر الناس إلا كفورا. ونصب من الآيات الباهرات ما دل على وحدانيته، فعميت بصائر الكافرين والمنافقين، فما زادتهم إلا نفورا. وبصر المؤمنين في التفكير٢ في آياته فأشرقت قلوبهم بالإيمان به منا منه وتيسيرا. فسبحانه من قسَّام ما أعدله، ومن قهار ما أحلمه، ومن جواد ما أكرمه، ومن عليم ما أعلمه، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا يغادر صغيرا ولا كبيرا. أحمده سبحانه حمد عبد عرفه حق معرفته، وأشكره شكرا كثيرا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته، تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس،
_________
١ سورة الأنبياء آية: ١١-١٥.
٢ هكذا في طبعة السلفية وفي طبعة أم القرى "في التفكر".
1 / 22