خطبة له أيضا
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير. أحمده سبحانه على ما أسداه وأولاه من الإنعام والإكرام والخير الكثير. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد ولا ظهير. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله السراج المنير والبشير النذير.
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن على سبيله إلى الله يسير، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه. فقد خلقكم لأمر عظيم، وهيأكم لشأن جسيم. خلقكم لمعرفته وعبادته، وأمركم بتوحيده وطاعته. وأخذ على هذا مواثيقكم، وارتهن بحقه نفوسكم، ووكَّل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون، ويكتبون ما تعملون.
وإن قوما جعلوا أعمارهم لغيرهم، وسعيهم لنيل حظوظهم وشهواتهم العاجلة، ولم يلتفتوا إلى ما خلقوا له، ففجأهم ريب المنون، وأُخذوا وهم كارهون، وحيل بين القوم وبين ما يشتهون، ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون. وحاق بهم ما كانوا يعملون. وهذا كتاب الله لا تفنى عجائبه. ولا يطفأ نوره، ولا يضل متبعه. فاستضيئوا منه ليوم الظلمة، واستمسكوا منه بأوثق شافع في كل خطْب وملمة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ رضي الله عنهالْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ
1 / 17