واستدار واتجه إلى الخروج، وراح رفعت يناديه فلم يلتفت إليه. وكان رفعت جالسا مع وجدي الهن أحد كبار مساعديه، وقال وجدي: ماذا سنفعل الآن، ما الذي حصل؟ - لا يهم، الذي حصل سنعرفه من توفيق، إنما ماذا تنوي أن تفعل؟ - نرسل السيارة فورا لتأتي بالبضاعة. المحامي الذي أتيت به من القاهرة يحتاج إلى مبالغ كبيرة. - نرسل سيارة أخرى. - بل هذه. - كيف؟ - أولا، هذه عند المرور ليست سيارتي، وثانيا لن يفتش المرور سيارة واحدة مرتين في اليوم. - والله معقول. - من هنا من السائقين؟ - صابر الملواني. - أرسل إليه.
خرج حفني من بيت رفعت إلى منصور وقص عليه القصة جميعها. •••
واستوعبها منصور كل الاستيعاب، ودون مقدمات: قم بنا. - إلى أين؟ - إلى المركز. - لماذا؟ - أنت في موقف في غاية الحرج، فلا بد من كتابة محضر بكل هذا الذي قلته الآن. - إذا فعلت أكون قد ضمنت الآخرة. سيقتلني رفعت حتما. - أنت واهم. أولا: رجال رفعت كلهم في السجن. ثانيا هو الآن سيرسل سيارتك إن لم يكن أرسلها فعلا لتأتي بالمخدرات معتمدا أنه سيقول إذا سئل إنها سيارتك وليست سيارته. فإن لم تسبق أنت بعمل المحضر، فالتهمة ستكون ضدك وضد سيارتك. - ولكنه اشتراها. - هل معك عقد البيع؟ - كتبه من صورة واحدة. - هذه الصورة لن يظهرها. هيا لا تضيع الوقت. - هيا. أنا تحت أمرك.
وذهبا إلى المأمور مباشرة، وخرجت قوة إلى بيت رفعت، ولحق بها المأمور ومعه إذن نيابة بالتفتيش عن المخدرات. وفوجئ رفعت بالقوة التي لم تكد تلتف حوله حتى وجد المأمور معها، وبدأ التفتيش، وأمر المأمور بفتح الخزانة، ولم يكن عجيبا أن وجد المأمور عقد شراء سيارة حفني بين أوراق الخزانة، وإن كان لم يجد مخدرات.
وكانت السيارة قد ذهبت فعلا إلى القاهرة، وما كان أيسر على المأمور أن يعطي أمرا بتفتيشها عند عودتها وتم العثور بها على المخدرات.
وقال رفعت للنيابة: هذه سيارة حفني. - وعقد الشراء؟ - لقد كتبته لأضمن الدين الذي استلفه مني حين كان ابنه محتاجا لعملية، ولكن الجميع يعلم أنه كان يستعمل السيارة على الخط، فلو كنت اشتريتها لما كان ركبها. - ولكنه كان يعمل عندك أيضا، وهي الآن حين ضبطت بالمخدرات لم تكن معه. ما أقوالك؟ - أنا لا أعرف شيئا عن المخدرات، ربما يكون صابر هو الذي قام بالعملية من تلقاء نفسه. - ألا يعمل صابر سائقا عندك؟
صمت. - أجب. - يعمل عندي أحيانا، ولكنني لم أكلفه بهذه المهمة.
وبعد استكمال التحقيق أفرج عن رفعت بكفالة قدرها ألف جنيه، وأودع صابر السجن لاستكمال التحقيق.
9
كان منصور في مكتبه حين دخل إليه راضي يستأذن في دخول لطفي عامر. - من لطفي عامر؟ - أحد رجال رفعت. - ماذا كان يعمل عنده؟ - خادما بالبيت. - وماذا يريد؟ - أناديه لك؟ - دعه يدخل. - أمرك.
نامعلوم صفحہ