خلاصة تاريخ الیونان والرومان
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
اصناف
ولم يفز هنبال مثل فوزه في كنا؛ لأن الرومانيين نظموا جيوشا جديدة، وجاهدوا في قتال عدوهم جهادا حسنا حتى سار شيبيو أحد قوادهم في البحر لفتح قرطجنة فتبعه هنبال حالا.
فحصل بين هذين القائدين واقعة في زاما، وكان عند القرطجنيين عدد من الأفيال أصابتها نبال الرومانيين فانذعرت، وعادت تدوس جيوش هنبال، فعادت العائدة على القرطجنيين ونجا هنبال من الموقعة حافيا، وهكذا كانت نهاية الحرب البونية الثانية.
ثم جرت حرب بونية ثالثة بعد خمسين سنة، وكان الرومانيون تحت قيادة شيبيو (غير المتقدم ذكره)، أما القرطجنيون فقد ذهب هنبالهم ولم يعد عندهم هنبال آخر، وانتهت هذه الحرب بخراب قرطجنة حرقا، وما زالت النار تأكلها سبعين يوما، وكان ذلك سنة 146ق.م.
فعاد شيبيو إلى رومية ظافرا فنال جائزة الانتصار، وهي نوع من الاحتفال كان يجريه الرومانيون احتفالا بمن يفوز في الحرب من قوادهم، وهي أفخر جائزة عندهم.
سلا وماريوس
وبعد خراب قرطجنة أصبحت إسبانيا أيالة رومانية، ثم حصلت حرب بينهم وبين نوميديا وهي مقاطعة في أفريقيا يقال لها الآن جزائر الغرب، ففاز الرومانيون وأسروا يوغرطا ملك نوميديا وأودعوه السجن حتى مات.
وفي سنة 90ق.م ابتدأت حرب أهلية حصلت بين الرومانيين والأيالات الإيطالية المجاورة التي كانت من أشد أنصار الرومانيين، وقد قتل من كلا الجانبين أثناء هذه الحرب نحو ثلاثمائة ألف رجل، ثم انتشبت حرب مع متريداتس ملك بنطس في آسيا الصغرى ثبت فيها هذا القائد أمام الرومانيين نحوا من 40 سنة، ثم خضع لهم قهرا.
وفي أثناء هذه الحروب كلها اشتهر بين الرومانيين قائدان عظيمان أحدهما اسمه ماريوس والآخر سلا، وكان ماريوس فظا جريئا لا يعرف شيئا غير الحرب، أما سلا فمع كونه شجاعا محاربا فإنه كان أيضا بليغا مهذبا، وقد عظم أمر هذين القائدين حتى نشأ بينهما التحاسد، فقامت بينهما حرب أهلية أي بين الرومانيين أنفسهم وكانت فظيعة كما ترى مما يأتي.
يقال: إن أحد عساكر سلا قتل جنديا من جنود ماريوس وأخذ يجرده من سلاحه، وبينما كان يرفع الخوذة عن رأس ذلك الميت تأمل في وجهه فإذا هو أخوه فأخذ الجثة ودفنها، ثم قتل نفسه.
وفي أول هذه الحرب انتصر سلا، أما أخيرا فتمكن ماريوس من امتلاك رومية، وأقر على قتل كل من لم يكن على دعوته، فقتل المشيخة وغيرها من أعيان البلاد جهارا حتى أصبحت الجثث ملقاة في شوارع المدينة آكاما، لكن ماريوس لم ينج بعد هذه القساوة من تبكيت الضمير؛ لأن الندم حمله على شرب المسكر تلطيفا لتبكيته فأصيب بحمى ذهبت بحياته.
نامعلوم صفحہ