ملك ذمار لقريش التجار ويقال إنَّ هودا كتبه وإنَّه من علم الوحي وذمار: غمدان ومأرب وصنعاء وعالية الهنيق وما بينهما فلما صار أمر هود ﵇ بعده إلى وصيه قحطان لزم طريقته واقتدى بها ولمّا احتضره الموت أقبل على بنيه وأهل بيته يوصيهم فقال لهم: لم تجهلوا ما نزل بعاد دون غيرهم حين عتوا على ربهم واتخذوا إلها غيره يعبدونه من دونه وعصوا أمر نبيهم هود وهو أبوهم الذي علمهم الهدى وعرفكم سواء السبيل (وما بكم من نعمة فمن الله) وأوصيكم بذي الرحم خيرا وإياكم والحسد فانه داعية إلى القطيعة فيما بينكم وأخوكم يعرب أمين عليكم وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا أمره واحفظوا وصيتي واعملوا بها واثبتوا عليها ترشدوا وإياكم والتحاسد والتباغض فقال أي قحطان في ذلك شعرا:
أبا يشجب أنت المرجى وأنت لي ... أمين على سري وجهري حافظ
عليك بدين لست تنكر فضله ... فقد سبقت فيه إليك المواعظ
وواصل ذوي القربى وحطهم فانهم ... ملاذك إنْ حامت عليك البواهظ
ولفظك فأعربه بأحسن منطق ... فانك مرهون بما أنت لافظ
وكن كاظما للغيظ في كل بدرة ... إذا شخصت تلك العيون اللواحظ
تغيظ به الأعداء سرا وجهرة ... بحلمك هاتيك النفوس الغوائظ
1 / 6