خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
ناشر
دار صادر
پبلشر کا مقام
بيروت
(وَإِنِّي لمن سباق حلبتها إِذا ... تجار وافكم خلفت من سَابق خلفا)
(وَكم فزت من غادات خدر مسجف ... بغيداء جيد قد أَبَاحَتْ لي الرشفا)
(وَردت بهَا من مورد الْفضل موردا ... حلالي فَكَانَ المورد الأعذب الأصفى)
(فهاك وحيد الدَّهْر عين زَمَانه ... ألوكة صب نازح فَاقِد الألفا)
(وقابل حلاها بِالْقبُولِ فَإِنَّهَا ... غَرِيبَة شكل فِيك أغربت الوصفا)
(فَإِن يَك غَيْرِي جاد بِالْفَضْلِ مبتدا ... فإنى إِبْرَاهِيم وَهُوَ الَّذِي وَفِي)
وَأقَام بِدِمَشْق ثَمَان عشرَة يَوْمًا وَأخذ بهَا عَن الْمُحدث الْكَبِير المعمر شَيخنَا مُحَمَّد بن بدر الدّين البلباني الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ والعلامة الْمُحَقق عبد الْقَادِر بن مصطفى الصفوري وارتحل إِلَى الرّوم فَدَخلَهَا وَكَانَ ملك الزَّمَان السُّلْطَان مُحَمَّد إِذْ ذَاك ببلدة ينكي شهر فوصل إِلَيْهَا وَاجْتمعَ بالمفتي الْأَعْظَم الْمُحَقق الْكَبِير يحيى بن عمر المنقاري وَقَرَأَ عَلَيْهِ محلا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَقرر الْمدرسَة عَلَيْهِ وناله من قَائِم مقَام الْوَزير الْأَعْظَم مصطفى باشا الَّذِي صَار آخرا وزيرًا أعظم نعْمَة طائلة وَوجه إِلَيْهِ جرايتين وَثَلَاثِينَ عثمانيًا من خزينة مصر فِي كل يَوْم وَعَاد إِلَى قسطنطينية وَأخذ بهَا عَن قطب التَّحْقِيق أبي السُّعُود بن عبد الرَّحِيم الشعراني الْآتِي ذكره ثمَّ قدم دمشق واعتنى بِهِ أَهلهَا كاعتنائهم بِهِ فِي قِيمَته الأولى وَخذ عَنهُ من أَهلهَا خلق كثير وَاجْتمعت أَنا بِهِ مرَارًا وأسمعته من أَوَائِل الْجَامِع الصَّحِيح للْبُخَارِيّ وَسمعت مِنْهُ وأجازني بِجَمِيعِ مروياته وَكتب لي إجَازَة بِخَطِّهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي من رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَألف ورحل إِلَى مصر وَنزل الرملة وَهُوَ مُتَوَجّه وَأخذ بهَا عَن خَاتِمَة الْعلمَاء خير الدّين بن أَحْمد الرَّمْلِيّ الْحَنَفِيّ وَوصل إِلَى الْقُدس والخليل وغزة وَأخذ بهَا عَن الشَّيْخ الإِمَام عبد الْقَادِر بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الفصين ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا عَن عَالم الرّبع العامر الْعَلَاء الشبراملسي وَالشَّيْخ الإِمَام مُحَمَّد ابْن عبد الله الْخَرشِيّ الْمَالِكِي وَالشَّيْخ يحيى بن أبي السُّعُود الشهاوي الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الْعَلامَة أَحْمد بن السَّيِّد مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالحموي وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ إِلَى الْيَوْم الرَّابِع وَالْعِشْرين من شَوَّال ثمَّ رَحل مَعَ الركب الْمصْرِيّ إِلَى الْمَدِينَة فَدَخلَهَا فِي الْيَوْم الثَّامِن وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة وَعَكَفَ على التَّحْرِير والقاء الدُّرُوس وَلم تطل مدَّته حَتَّى مَاتَ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر وَكَانَت وِلَادَته سحر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث شهر شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَألف وَتُوفِّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة
1 / 27