201

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

ناشر

دار صادر

پبلشر کا مقام

بيروت

(عطف الْغُصْن الرطيب ... وتلافانا الحبيب)
وَهِي مَشْهُورَة فَلَا نطيل بذكرها سوى مَا قَالَه مِنْهَا فِي مدحه وَذَلِكَ قَوْله
(أَحْمد الْبكْرِيّ فِي ... منبرها الْيَوْم خطيب)
(ابْن زين العابدين ... السَّيِّد الْبر الوهوب)
(ابْن من يصدع بِالْحَقِّ ... ويقفو وينيب)
(ابْن من كَانَ بِهِ الْغَوْث ... مَعَ الْغَيْث يصوب)
(شَاهد الحضرة واختص ... وناجته الْغُرُوب)
(واستمرّ الْفَيْض للأستاذ ... وَالْفَتْح قريب)
(بلبل الْحق لِسَان الْغَيْب ... هطال سكوب)
(صفع الدَّهْر بكف ... مَا لَهَا الدَّهْر قتوب)
(قامع الكرب وَقد حل ... من الْقلب الكروب)
(ضَاحِك الْوَجْه وَهل فِي ... طلعة القطب قطوب)
وَقد تَرْجمهُ صاحبنا الْفَاضِل مصطفى بن فتح الله فِي مَجْمُوعه فَقَالَ فِي حَقه شهَاب الْأَئِمَّة وفاضل هَذِه الْأمة وملث غمام الْفضل وَكَاشف الْغُمَّة شرح الله تَعَالَى صَدره للعلوم شرحًا وَبنى لَهُ من رفيع الذّكر فِي الدَّاريْنِ صرحا إِلَى زهد أسس بُنْيَانه على التَّقْوَى وَصَلَاح آهل بِهِ ربعه فَمَا أقوى وآداب تحمر خدود الْفضل من آنافها خجلا وشيم أوضح بهَا غوامض مَكَارِم الْأَخْلَاق وجلا وفلاح يشرق من محياه وَطيب أعراق يفوح من نشر رياه ولد بِمصْر وَبهَا نَشأ واشتغل بفنون الْعُلُوم وكرع من مشارع الفهوم وَقَرَأَ على عَمه الْأُسْتَاذ أبي الْمَوَاهِب وَأَبِيهِ وَغَيرهمَا من مَشَايِخ عصره وتصدّر للإقراء بالجامع الْأَزْهَر فأشرق فِيهِ نوره وأزهر وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي عُلُوم الطَّرِيق ومزيد الإتقان مَعَ كرم يخجل المزن لَهَا طل وشيم يتحلى بهَا جيد الزَّمَان العاطل وجاه عريض وتمكين وَمَكَان عِنْد النَّاس مكين يستلمون أَرْكَانه كَمَا تستلم أَرْكَان الْبَيْت الْعَتِيق ويتنسمون أخلاقه كَمَا يتنسم الْمسك الفتيق والنور يسطع من أسارير جَبهته والعز يطلع فِي آفَاق طلعته وَمن مؤلفاته كتاب جعله على أسلوب لوعة الشاكي ودمعه الباكي سَمَّاهُ رَوْضَة المشتاق وبهجة العشاق وَله شعر يدل على علو مَحَله وإبلاغه هدى القَوْل إِلَى مَحَله فَمِنْهُ قَوْله

1 / 202