خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
ناشر
دار صادر
پبلشر کا مقام
بيروت
السرُور وَسَيَأْتِي من بَيتهمْ جمَاعَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأَبُو الْمَوَاهِب هَذَا ولد فِي حَيَاة أَبِيه وَنَشَأ فِي عزة وافيه ونعمة ضافية وَكَانَ فِي بداية أمره مائلا إِلَى الخلاعة وَكَانَت مجالسه مشحونة بأنواع الطَّرب من المسمعين وصنوف الملاهي وَكَانَ لما مَاتَ وَالِده جرى بَينه وَبَين اخوته منافسات وَأُمُور تسكب عِنْدهَا العبرات حَتَّى اسْتَقر الْأَمر لزين العابدين إِلَى أَن وَقع قبله وَكَانَ أَبُو السرُور مَاتَ قبله فَسَمت الرُّتْبَة إِلَى أبي الْمَوَاهِب وَهُوَ كَمَا قَالَ الشهَاب الخفاجي فِي وَصفه مسك الختام وفذلكة أُولَئِكَ الْأَعْلَام فَظهر بمظهر أسلافه من الْفَضَائِل والمعارف وتصدر للتدريس وإملاء التَّفْسِير وَكَانَ بَينه وَبَين الشَّيْخ عَليّ صَاحب السِّيرَة مَوَدَّة أكيدة وباسمه ألف السِّيرَة وَوَصفه بِذِي البداهة المطاوعة والفضائل البارعة والفواضل الْكَثِيرَة النافعة من إِذا سُئِلَ عَن أَي معضلة أشكلت على ذَوي الْمعرفَة وَالْوُقُوف لَا نرَاهُ يتَوَقَّف وَلَا يخرج عَن صَوَاب الصَّوَاب وَلَا يتعسف وَلَا أخبر فِي كثير من الْأَوْقَات عَن شَيْء من المغيبات وَكَاد أَن يتَخَلَّف ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الشَّرِيفَة الْمَشْرُوطَة لَا علم عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة تلقاها عَن وَالِد زَوجته الشَّمْس مُحَمَّد الرَّمْلِيّ شَارِح الْمِنْهَاج وَكَانَ ينظم الشّعْر وَله ديوَان يشْتَمل على دقائق ورقائق فَمِنْهُ قَوْله من أَبْيَات
(قطعت قلبِي فِي الْهوى أفلاذا ... من سيف جفنك فاتك فولاذا)
(رفقا بصب فِي الغرام موله ... بجمالكي يَا منيتي قد لاذا)
(عجبا لقلبك لَا يرق كصخرة ... والجسم لينًا لَا يُطيق اللاذا)
وَمِنْه قَوْله من أَبْيَات
(نَفسِي الْفِدَاء لورد خُذ عندمى ... قانيه يروي فِي الصبابة من دمي)
(يَا ربربا حَاز الْجمال بأسره ... يَا من بِهِ زَاد الغرام تألمي)
(إِنِّي لأرضى كل مَا ترْضى بِهِ ... يَا روح جثماني علمت وَإِن لم)
وَمِنْه من أَبْيَات
(ناعس الجفن مَا إِلَيْهِ وُصُول ... بجفون بهَا عَليّ يصول)
(أسمر الْقد أببض الْوَجْه ظَبْي ... ذُو جمال والطرف مِنْهُ كحيل)
(غُصْن بَان يمِيل تيهًا وعجبًا ... فعساه مَعَ الْهَوَاء يمِيل)
وَمِنْه قَوْله فِي التبغ ومضمنا
(هَات اسْقِنِي التبغ إِن تبغي الصَّفَا سحرًا ... حَتَّى أخدر مِنْهُ وهوا غشاء)
(واستحل أنوار شمع من يَدي رشأ ... قد زانه قامة بالْحسنِ هيفاء)
1 / 146