70

خطب مختارة

خطب مختارة

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

[وجوب تحكيم أمر رسوله ﷺ] وجوب تحكيم أمر رسوله ﷺ الحمد لله باعث الرسل بآياته، المبين الحلال من الحرام. . المتفضل على عباده بجزيل الإنعام. . الذي أحل لنا الطيبات وحرم الحرام على أيدي رسله وأنبيائه الكرام. . أحمده ﷾ على ما أنعم به علينا من النعم الجسام. . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدوس السلام. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أكرم من صلى وصام. وطاف بالبيت العتيق ووقف بالمشعر الحرام. . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام عدد ما جلى النهار الظلام. أما بعد: فيا عباد الله. . اعلموا رحمني الله وإياكم أن الدين مرجعه إلى الله سبحانه. . فهو الحاكم فيه وقد أرسل بالهدى. . فهو الإمام الأعظم الذي لا يقبل الله إيمان الناس حتى يعرضوا أمر الدين عليه ويرجعوا في التحكيم إليه. . كما قال جل وعلا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] وقال عز من قائل: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: ١٠] فالله ﷾ أقسم في كتابه العزيز بأنه لا يؤمن من لا يحكمه في كل ما تنازع فيه هو وغيره ثم يرضى بحكمه ولا يجد في نفسه حرجًا مما حكم به. . وأخبر سبحانه أنه ليس لمؤمن أن يختار لنفسه شيئًا بعد أمر رسوله ﷺ. . إذا أمر فأمره حتم والله هو المتفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات. . قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: ٦٨] فالطيب من كل شيء هو مختاره وأما خلقه فعام للنوعين وبهذا يُعلم عنوان السعادة للعبد وشقاوته. . فإن الطيب لا يناسبه إلا الطيب ولا يألف من الأعمال إلا طيبها. .

1 / 74