خزانۃ تواریخ نجدیہ

عبد الله آل بسام d. 1423 AH
98

الإسلامية ، وأهلها سراة الناس ، وبها أعيان العلماء وسادات الفضلاء ، وهي خمس مدن بين المدينة والمدينة سور عظيم ، وفي مدينتها الوسطى الجامع الذي ليس في معمور الدنيا مثله ، فيه من السواري الكبار ألف سارية ، وفيه مئة وثلاث وعشرون ثريا للوقود ، أكثرها يحمل ألف مصباح ، وفيه من النقوش والرقوم ما لا يقدر على وصفه ، وجملة ما صرف على منبره لا غير ، عشرة آلاف مثقال وخمسون مثقالا ، وفيه مصحف يقال : إنه مصحف عثمان ، وقد اختلفوا فيه ، وفعل له الملوك آنية ، وكراسي ، وأكسية ، وصناديق من الذهب والفضة ، والأشياء الأنيقة وللجامع عشرون بابا مصفحات بالنحاس ، وفيه المنارة العجيبة التي ارتفاعها مئة ذراع ، بالمكي المعروف بالرشاشي.

وأكثر ما توسعت قرطبة وجامعها وزاد في عمارتها الأمير عبد الرحمن ابن معاوية وأكمله سنة 176 ه ، ثم زاد فيه هشام ابنه عبد الرحمن لما تزايد الناس ، وأتمها ابنه محمد ، ثم ذكر ما جدد الخليفة الناصر ، قال : ولما ولى الخليفة المنتصر بعد الناصر ، وقد اتسع نطاق قرطبة ، وكثر أهلها ، وضاق جامعها ، زاد فيه الزيادة العظمى.

قال ابن بشكوال : نقلت من خط المنتصر ، أن النفقة في هذه الزيادة انتهت إلى مئة ألف دينار وخمس مئة وسبعة وثلاثين دينارا ودرهمين ونصف ، ثم إن الناصر المذكور بني الزاهرة.

قال المقري عن ابن خلكان : ما صورته الزاهرة من عجائب أبنية الدنيا ، ابتناها أبو المظفر الناصر ، بالقرب من قرطبة ، وبينهما أربعة أميال وثلثا ميل ، في أول سنة 225 ه ، وطولها من الشرق إلى الغرب ألفان

صفحہ 107