خزانۃ تواریخ نجدیہ
اصناف
ستة أشهر ، وهو ست ممالك ، ولهم ملك حاكم على الست ، وهو : القان الأكبر المقيم بطمغاج ، ثم إن الحرب وقع بين صاحب الصين وبين جنكر خان ، وصاحب البر ووقع بينهم ملحمة عظيمة ، فكسروا القان الأعظم ، وملكوا بلاده ، فدانت التتار لجنكر خان واعتقدوا فيه الإلهية ، وكان أول ظهورهم بما وراء النهر سنة خمس عشرة ، فأخذوا بخاري ، وسمرقند ، وقتلوا أهلها وحاصروا بها خوارزم شاه ، سلطان المسلمين بالشرق ، ثم عبروا النهر ، وكان خوارزم قد أباد الملوك من مذن خرسان فلم يجد التتار أحدا في وجوههم فطووا تلك البلاد قتلا وسبيا ، وساقوا إلى همدان قزوين.
قال ابن الأثير : حادثة التتار من الحوادث العظمي ، والمصائب الكبرى ، ولو قال قائل : إن المسلمين مدة خلق الله آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا ، وإن قوما خرجوا من أطراف الصين إلى تركستان ، ثم إلى بخاري ، وسمرقند ، فيملكونها ، ويبيدون أهلها ، ثم تغير طائفة إلى خراسان فيفرغون منهم ملكا وتخريبا وقتلا ، وإلى الري وهمدان إلى حد العراق أذربيجان ونواحيها ، ويخربونها لأقل من سنة ، هذا أمر لم يسمع بمثله ، ثم ساروا إلى درنبد شروان فملكوا مدنه ، ثم إلى بلد الران فقتلوا وأسروا ، ثم بلاد قنجان وهم أكثر عددا فقتلوا من وقف وهرب الباقون.
وسارت طائفة إلى غزنة وما يجاورها من بلاد الهند وسجستان وكرمان ، ففعلوا أشد من هذا لم يظهر للأبصار والأسماع مثله ، فإن الإسكندر الذي ملك الدنيا لم يملكها في سنة ، إنما ملكها في عشر سنين ، ولم يقتل أحدا بل رضي بالطاعة ، وهؤلاء ملكوا أكثر المعمور من الأرض ، وأطيبه في نحو سنة ولم يبق أحد في البلاد التي لم يطرقوها إلا
صفحہ 117