خزانۃ تواریخ نجدیہ

عبد الله آل بسام d. 1423 AH
106

ومن حينئذ ذهبت محاسن بغداد كأنها لم تكن بعد أن كان بها اثنا عشر ألف خان ، واثنا عشر ألف طاحون ، وأربعة وعشرون سوقا ، وستون ألف حمام ، وثمان مئة ألف مدرسة.

ومن جوامعها : الرصافي يسع مئة ألف ، كانوا يحضرون ابن الجوزي ، وكان سورها المحيط بها أياما بلياليها ، ويقال : كان يمشي على عرضه ستون فارسا ، ومات بها الإمام أحمد ، فحضر جنازته ألف ألف ، وست مئة ألف ، ضبط ذلك بالمساحة ، وكانت أجل مدن الدنيا ، وانتقلت الخلافة إلى مصر لكن فرق ما بين الثريا والثرى. انتهى كلام مرعي.

وقال في «تحفة الغرائب» : كانت بغداد في أيام البرامكة مدينة عظيمة ، يقال : إنها حصرت حماماتها في وقت من الأوقات فكانت ستين ألفا وكان بها من الرؤساء ، والوزراء ، والعلماء ، والسادات ما يخرج واصفه إلى حد التكذيب.

قال الطبري : أقل صفة بغداد أنها كان بها ستون ألف حمام ، كل حمام يحتاج إلى خمسة أنفس : سواق ، وزبال ، ووقاد ، وقيم ، ومدبر.

وكل واحد من هذه الخمسة لا بد له من أهل وخدم. انتهى.

وقال ابن مفلح في كتابه «الفروع» : وفي منثور ابن عقيل عن أحمد من مات ببغداد على السنة نقل من جنة إلى جنة.

وروى الحاكم في تاريخه عن الأصمعي قال : جنات الدنيا ثلاثة مواضع ، نهر معقل بالبصرة ، ودمشق بالشام ، وسمرقند بخراسان ، وكثر تفضيل بغداد ، ومدحها من العلماء.

صفحہ 115