يركز هذا الفصل أساسا على جوانب التحليل النصي المتصلة بالوظيفة الفكرية للغة وللمعاني الفكرية، أي ب «بناء الواقع الاجتماعي» على نحو ما ذكرته في العنوان. وإذن فإن مدار التأكيد هنا هو دور الخطاب في الدلالة والإحالة (ارجع إلى التمييز بينهما في أواخر الفصل الثاني) حيث تتضمن الدلالة دور الخطاب في تكوين نظم للمعرفة والعقيدة، وإعادة إنتاجها، والطعن فيها، وإعادة بنائها، ولكن المسألة لا تزيد على كونها مسألة تأكيد، فمن المحتوم أن تتداخل هذه مع الوظيفة العلائقية ووظيفة بناء الهوية، وهما اللتان ناقشتهما في الفصل الخامس.
وأنا أناقش هنا عينتين رئيسيتين للخطاب، الأولى مقتطفة من كتيب خاص بالرعاية السابقة للوضع، موجه إلى الأمهات الحوامل وأزواجهن، والثانية مجموعة الخطب التي أشرت إليها من قبل، وهي التي ألقاها وزير في الحكومة البريطانية، هو اللورد ينج، حول ثقافة «المبادرة الفردية». وأما الموضوعات التحليلية المحددة التي أعرض لها فهي: الروابط والتحاج، والتعدي والثيمة، ومعنى الكلمات، والصياغة، والاستعارة. فإذا نظرنا إليها من حيث انتماؤها إلى الفئات التحليلية الواردة في الفصل الثالث وجدنا أن الموضوعات الثلاثة الأخيرة يشملها عنوان عام هو المفردات، وأن الموضوع الأول ينتمي إلى التماسك، والثاني إلى النحو. (1) الروابط والتحاج
العينة التالية جزء من قسم حول الرعاية السابقة للولادة، من
كتاب الطفل (موريس، 1986م) وهو كتيب تصدره المستشفيات للحوامل وأزواجهن، وسوف أقدم أيضا أثناء التحليل مقتطفات من
كتاب الحمل ، (مجلس التعليم الصحي 1984م) وهو مطبوع مماثل أصدره مجلس التعليم الصحي. (وقد حذفت قسما فرعيا حول «طول مدة الحمل»، وهو الذي يوجد في الأصل قبل قسم فرعي عنوانه «الفحص».) (2) الرعاية السابقة للوضع
الهدف الأساسي للرعاية السابقة للوضع أن تكفل لك اجتياز فترة الحمل والوضع وأنت في تمام الصحة. ومن المحتوم إذن أن تتطلب سلسلة من الفحوص والاختبارات على امتداد فترة حملك. وكما ذكر عاليه، سوف تتلقين هذه الرعاية إما من المستشفى المحلي الذي تتبعينه، وإما من الممارس الطبي العام الذي تعتادينه، وهو الذي يعمل في حالات كثيرة بالتعاون مع المستشفى.
ومن المهم الحضور لإجراء أول فحوصك والتبكير بهذا قدر الطاقة؛ فقد يكون لديك بعض المتاعب الطفيفة التي يستطيع الطبيب تداركها فتعود بالفائدة على بقية فترة حملك. والأهم بصفة خاصة أنك بعد زيارتك لطبيبك وحجز مكان لك في مستشفى محلي سوف تتلقين في العادة تأكيدا بأن كل شيء يسير سيرا طبيعيا. (3) الزيارة الأولى
تتضمن زيارتك الأولى استعراضا شاملا لصحتك في الطفولة، وأيضا حتى اللحظة التي أصبحت فيها حاملا. وفي بعض الأحيان قد تعاني المرأة من متاعب طبية معينة لا تدري بها، مثل ضغط الدم المرتفع، ومرض السكري، وأمراض الكليتين - ومن المهم التعرف على هذه المشكلات في مرحلة مبكرة، إذ إنها قد تكون لها آثار خطيرة في مسار الحمل.
وسوف يحتاج الطبيب والداية إلى الإحاطة الكاملة بجميع مشكلاتك الصحية السابقة، وإلى مناقشة ظروفك الاجتماعية أيضا، ونحن نعلم علم اليقين أن الظروف الاجتماعية يمكنها أن تؤثر في نتيجة الحمل. ولهذا السبب سوف يطلبان منك التفاصيل الخاصة بمسكنك وبعملك الحالي. وسوف يحتاجان إلى أن يعرفا أيضا إن كنت تدخنين أو تشربين الكحول، أو إن كنت تتناولين أية عقاقير وصفها لك طبيب أو أصحاب الصيدليات، إذ إن جميع هذه المواد يمكن أحيانا أن تضر بتطور الجنين ونموه. (4) الفحص
سوف توزنين حتى يمكن تقدير الزيادة اللاحقة في وزنك، وسوف يقاس طول قامتك لأن القصيرات بصفة عامة لديهن أحواض أصغر قليلا من ذوات الطول الفارع، وهو أمر لا يدعو إلى الدهشة. وسوف تخضعين بعد ذلك لفحص جسدي كامل، يتضمن فحص ثدييك وقلبك ورئتيك وضغط دمك، وبطنك وحوضك.
نامعلوم صفحہ