Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah
خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة
تحقیق کنندہ
عثمان جمعة خيرية
ناشر
دار الفاروق
اشاعت کا سال
1410 ہجری
پبلشر کا مقام
الطائف
والعقيدة هي اللَّبنة الأولى الأساسية في بناء الإِسلام، وهي أساس قبول العمل عند الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى عن الكفار: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾. [سورة الفرقان، الآية: ٢٣].
وعن هذه العقيدة تتفرع بقية الشعب الآتية، وعليها ترتكز وتقوم، فإذا انفصلت عنها أو لم ترتكز عليها كانت هباءً وأهواءً، وكان العمل ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾. [سورة النور، الآية: ٣٩].
وأما العبادة؛ فقد جعلها الله تعالى غاية الوجود الإِنساني: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [سورة الذاريات، الآية: ٥٦]، كما جعلها تعبيراً حياً عن العقيدة التي تستقرّ في قلب المسلم، وتنقلها من حيز الفكر المجرد إلى حيز القلب الذي يحس ويشعر، وإلى مجال العمل الصالح، فيجعلها بذلك قوة دافعة، لها حرارتها ونورها وأثرها في الحياة، ومن هنا كان ذلك الاقتران في القرآن الكريم بين الإِيمان والعمل الصالح: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾.
والعبادة تذكِّر الإِنسان بموقعه الحقيقي في هذا الوجود، وترقّي الجوانب النفسية والروحية عنده، وهي غير منفصلة عن أي جانب من جوانب الحياة، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: ((فوالله إني لأخشاكم الله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)).(١)
وهذا يعطينا مفهوماً صحيحاً عن العبادة، فهي ليست محصورة في الشعائر التعبدية، التي هي أركان الإِسلام، بل إنها تشمل جميع جوانب الحياة البشرية إذا ما التزم فيها المسلم بما شرع الله تعالى، فهي - كما يقول ابن تيمية رحمه الله -: ((اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الخير والبر والطاعة، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. فالصلاة والزكاة والحج، والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، والجهاد والعمل الحلال، وطلب العلم والذكر والدعاء..)) الخ ،
(١) أخرجه البخاري في النكاح: (١٠٤/٩)، ومسلم أيضاً في النكاح: (١٠٢٠/٢).
7