Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah
خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة
تحقیق کنندہ
عثمان جمعة خيرية
ناشر
دار الفاروق
اشاعت کا سال
1410 ہجری
پبلشر کا مقام
الطائف
الرحلة هذه، ويجد راحة يستمتع بها، وواحة يلجأ إليها، ويتنسم الرضى في ظلالها.
ولذلك كان رسول الله ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ صلَّى. (١)، وكان يقول لبلال إذا حان وقت الصلاة: يا بلال! أقم الصلاة أرِحْنَا بها. (٢)
* والعبادة تذكِّر الإِنسان بموقعه الحقيقي في هذا الوجود وترقِّي الجوانب النفسية والخلقية عنده، وتطهِّر نفسه وتزكيها. وهذه التزكية والصلاح للنفس هما ثمرة العبادة الحقة الصحيحة الخالصة لله سبحانه وتعالى، فما لم تترك العبادة أثرها في الإِنسان: فإنه لا يفيد من عبادته إلا حركات مجرّدة وعادة مكرورة لا تحظى بالقبول والرضى من الله سبحانه، فربَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنَّصَب.
وهذا الأثر للعبادة يظهر في الدنيا قبل الآخرة، فإن تزكية النفس وتطهيرها والبعد عن الفحشاء والمنكر، والتقوى والمراقبة، وشهود المنافع... كل هذا نجده في الدنيا أثراً من آثار العبادة، وبذلك تترابط الدنيا مع الآخرة، وتجمع بينهما عبادة المرء لربه تبارك وتعالى. (٣)
* إذا أدركنا بعض الحِكْم والغايات للعبادة، بهذه الإِشارات السريعة الموجزة، فلنتجه إليه سبحانه وتعالى وحده بعبادتنا الخالصة الخاشعة، فذلك هو شرط النجاة عند الله تعالى في الآخرة: ﴿فَمَنْ كان يرجو لقاءَ ربِّه فليعملْ عملًا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً﴾. [سورة الكهف، الآية: ١١٠].
وليكنْ قيامك بالعبادة أداء لحق الله تعالى، حتى وإن غابت حكمة تشريعها عنك، أو لم تدركها بعقلك. فإننا نؤمن بأن وراء كل حكم حكمةً ومصلحةً
(١) أخرجه أبو داود في الصلاة: (٢/٩٤)، وأحمد في ((المسند)): (٥/٣٨٨) قال المنذري: وروي مرسلاً.
(٢) أخرجه أبو داود في الأدب: (٧/٢٧٧)، والإِمام أحمد في ((المسند)): (٥/٣٦٤)، والطبراني مطولاً في قصة، ((مجمع الزوائد)): (١/١٤٥).
(٣) مراجع للاستزادة والتفصيل: ((العبودية)) لابن تيمية، ((في ظلال القرآن)) لسيد قطب، ((العبادة في الإِسلام)) للقرضاوي، ((نظام الإِسلام - العقيدة والعبادة)) لمحمد المبارك، ((الأركان الأربعة)) للندوي، ((مفاهيم ينبغي أن تصحح)) للأستاذ محمد قطب.
18