إذا ما صِحنَ قلتُ: أحسن صبحًا ... وقد غادرن لي ليلًا ثقيلا
خليليَّ امكُثا عندي قليلا ... وصدا لي وسادي أن يميلا
٦٠ دير الثعالب: هو دير مشهور ببغداد، بينه وبينها أقل من ميلين، في كورة نهر عيسى، عن طريق صريرٍ رايته أنا، وبقربه قرية الحارثية.
وأهل بغداد يقصدونه [ويتنزهون فيه، وله عيد لا يتخلف فيه عنه أحد من النصارى والمسلمين. وذكر الخالدي أنه ملاصق لقبر معروف الكرخي، وهو عند باب الحديد، وبين دير الثعالب وقبر معروف ميلٌ] وق قالت الشعراء فيه وأكثروا: قال ابن [الدهقان]:
ديرُ الثعالبِ مجمع الضلالِ ... ومحلُ كلِّ غزالةٍ وغزالِ
كم ليلةٍ أحييتها ومنادمي ... فيها أبح، مقطع الأوصالِ
سمحٌ يجود بروحهِ فإذا مضى ... وقضى، سمحتُ له وجدتُ بمالي
ومنعمٍ دينُ ابنِ مريمِ دينهُ ... غنجٌ يشوبُ محونهُ بدلالِ
سقيتهُ، وشربتُ فضلة كأسهِ ... فرويت من عذبِ المذاقِ زلالِ
وقال بعضهم يصف فتاة راهبة فيه:
خرجتْ يوم عيدها ... في ثياب الرواهبِ
فتنتْ باختيالها ... كلَّ جاءٍ وذاهبِ
تتهادى بفتنةٍ ... كاعبٌ في كواعبِ
هي فيهم كأنها ال ... بدرُ بين الكواكبِ
لشقائي عشقتها ... يوم ديرِ الثعالبِ
٦١ دير جابيل: هكذا وجدته في "تاريخ البصرة" وقال أبو اليقظان: كان [أهل البصرة] يشربون من قبل حفرهم لنهر الفيض من خليج يأتيهم من دير جابيل إلى موضع نهر نافذٍ.
٦٢ دير الجاثليق: هو دير قديم البناء، رحب الفناء، من نواحي قرية مسكن، قرب بغداد، في غرب دجلة، في عرض حربى، وهو في رأس الحد بين السواد وأرض تكريتٍ.
والجاثليق في الأصل كبير النصارى، ورئيسهم الأعلى، وإليه ينسب هذا الدير بأرض العراق، وعند هذا الدير كانت الحرب بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير سنة اثنتين وسبعين، وفيه كان مقتل مصعب وابنه عيسى. وقبرهما معروف بالدير. قال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثيه:
لقد أورث المصرين حزنًا وذلةً ... قتيلٌ بديرِ الجاثليق مقيمُ
تولى قتالَ المارقينَ بنفسهِ ... وقد أسلماه: مبعدٌ وحميمُ
فما قاتلتْ في الله بكرُ بن وائلٍ ... ولا صدقتْ عندَ اللقاءِ تميمُ
فلو كان في قيس تعطف حوله ... كتائبُ يغلي حميها ويدومُ
ولكنه ضاع الذمام، ولم يكن ... بها مضري يوم ذاك كريمُ
جزى الله كوفيًا بذاك ملامةً ... وبصريهم، إن المليمَ ملوم
قال الشابشتي: هذا الدير باب الحديد، وهو دير كبير، حسن، نزهٌ، تحدق به البساتين والأشجار، وهو [يوازي] دير الثعالب في النزهة وعمارة الموضع فهما في بقعة واحدة.
وأنشد لمحمد بن أمية الكاتب فيه:
تذكرتُ دير الجاثليق وفتيةً ... بهم تمَّ فيه السرورُ واسعفا
بهم طابت الدنيا وأدركني المنى ... وسالمني صرفُ الزمان وأتحفا
ألا ربَّ يومٍ قد نعمتُ بظلِّه ... أبادرُ من لذاتِ عمري ما صفا
أغازلُ فيه أدعجَ الطرف أغيدًا ... وأسقى به مسكيةَ الريح قرقفا
فسقيًا لأيامٍ مضتْ لي بقربهم ... لقد أوسعتني رأفةً وتعطفا
وتعسًا لأيامٍ رمتني ببينهمْ ... ودهرٍ تقاضاني الذي كان أسلفا
٦٣ دير الجب: دير مشهور في شرقي الموصل، بينها وبين إربل، يقصده الناس المرضى لأجل الصرع، فيبرأ منه بذلك كثيرون.
٦٤ دير الجرعة: بالتحريك، وقد تسكن الراء المهملة، قال ابن السكيت: الجرع، جمع جرعة، وهي دعص من الرمل، لإنبات فيه. قال: والذي سمعته من الغرب أن الجرعة رملة طيبة المنبت، لا وعوثة فيها.
ودير الجرعة منسوب إلى موضع بعينه، بين [النجفة] والحبرة، فالدير مضاف إليه، ويقال: إنه دير عبد المسيح بن [بقيلة]، وهو الذي يقو فيه:
كم تجرعتُ بدير الجرعة ... غصصًا كبدي بها منضدعهْ
منْ بدورٍ فوقَ أغصانٍ على ... كثبٍ زرْن احتسابًا بيعهْ
٦٥ دير الجزيرة: لم أعرفه.
٦٦ دير الجماجم: بظاهر الكوفة، على سبعة فراسخ منها، [على طريق البر للذي يسلك إلى البصرة] .
قال أبو عبيدة: الجمجمة: القدح من الخشب، وسمي دير الجماجم لأن أقداح الخشب كانت تعمل فيه.
1 / 27