خواطر الخيال وإملاء الوجدان

محمد کامل حجاج d. 1362 AH
169

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

اصناف

حذار أيتها الآنسة.

هارييت :

أغيثوني! أغيثوني!

ثم أقبل منظم المسرح وأبوت الممثل وأبعدا برليوز بعنف، وقال الأخير مشيرا إلى برليوز: اطردوه.

ثم أخذ يتهكم منه صاحباه بعد هذا الخذلان، وبعد قليل اتجه صوب الموسيقيين وابتدءوا يوقعون فاتحته «فافرلي»، فأبدى لهم بعض ملاحظات.

ثم أقبل إليه المستر ترفر وقال له: إنني متعهد تمثيل مس هارييت سمتسون، وهي تقول: إنها ستسافر مع والدتها إلى أمستردام، وترجو منك أن تتركها بسلام إذا كنت حقيقة تحبها، فاضطرب من هذا الخبر وشحب لونه؛ فأقبل إليه صاحباه وقال له مونفور: لست في حالتك العادية، ويجب عليك بعد انتهاء مسابقة المجمع العلمي أن تسافر وتذهب إلى بلدك لتغيير الهواء والاستراحة.

ملاحظة: لقد صور الكاتب المقابلة الأولى لبرليوز بهذا الشكل السمج المرذول حتى جعله أضحوكة بين الجميع، مع أن الحقيقة التاريخية تخالف ذلك، ولو كان المؤلف قرأ رسائل برليوز لعثر على خطاب يصور لنا المقابلة الأولى بكل احتشام وأدب وظرف، وكان موقفهما مما يضرب به الأمثال في التأثير والعطف، وهذه الرسالة كانت موجهة إلى المسيو ا. دوبو في 5 يناير سنة 1833، قال في عرض خطابه:

حضرت هارييت سمتسون إلى حفلتي جاهلة أنني سأقود الموسيقى، وقد سمعت الفاتحة التي هي موضوعها وسببها الأصلي فبكت، وقد شاهدت بعينيها نجاحي الباهر، ونفذ هذا إلى فؤادها مباشرة ودلتني على ذلك حماستها بعد الحفلة، وقد قدموني إليها فأصغت إلي ودمعها ينحدر من مآقيها، وقد سردت عليها مثل عطيل جميع التقلبات التي انتابتني من يوم ما شغفت، فسألتني الصفح عنها لما سببته لي من آلام ومتاعب كانت تجهلها حق الجهل، وأخيرا في 18 ديسمبر سنة 1830 في حضرة أختها سمعت منها هاته الكلمات: «إنني أحبك يا برليوز.»

ومن هذا الوقت انحصرت جهودي في إطفاء بركان رأسي؛ لأني خيل إلي أني فقدت صوابي، إنها تحبني ولها قلب كقلب جولييت أو هي أوفيلي، وإذ لم أستطع مشاهدتها كنت أكتب لها كل يوم ثلاث رسائل، وكانت تكتب إلي بالإنجليزية وأرد عليها بالفرنسية، وهذا ما يدل على وجود العدل في السماء مع أني كنت لا أعتقد بوجوده، وإني مدين في ذلك لفني وفكري، وأما سانفونيتي العزيزة فإني أريد أن أضعها فوق مذبح ثم أحرق لها العطور.

وهذه السانفوني هي «حوادث حياة فني» وهي تشمل «الفانتاستيك» وملحقها «العودة إلى الحياة» مع تنقيح وإضافات من «كور» و«سولي»؛ أي أناشيد وقطع يغنيها فرد أو يوقعها فرد على آلة واحدة.

نامعلوم صفحہ