خواطر حمار
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
اصناف
ونادت مادلين: أوجست، أوجست، أسرع بإحضار اللبن من المطبخ فإنني نسيته. فأجاب: ولكن يلزم الآن أن أوقد النار لأجل كاميل .
وهكذا تشاغل الأطفال بصنع الطعام الذي أرادوه، وشغلوا أوجست باستحضار طلباتهم كما تعهد، ثم نادى جاك: اطلبوا كديشون كي يجيء لمساعدتنا.
فأجاب لويس: ماذا تريد من كديشون؟
فقال جاك: يا كديشون، انظر فإن سلتي فارغة، فاذهب واجتهد أن تملأها.
فوجدت نفسي بجانب أربعة من الأطفال النهمين. ووضع جاك السلة تحت أنفي لكي يفهمني ماذا يريد مني، فتوجهت إلى المطبخ فرأيت فيه سلة من الكريز فأخذتها بأسناني، وذهبت بها حتى وضعتها بين أيدي الأطفال الذين كانوا جالسين حول دائرة ينتظرون، فصاح بعضهم فرحا عند عودتي، وتلفت الذين كانوا على غير مقربة مني حين سمعوا الصياح وتساءلوا: ماذا جرى؟
فأجاب جاك: هذا كديشون.
فقالت له جان: اسكت، فإنهم يعرفون أننا أكلنا كل الكريز الذي كان عندنا.
فأجاب جاك: وماذا في الأمر إذا عرفوا؟ أنا أحب أن يعرفوا كيف أن كديشون طيب وماهر. ثم مشى إليهم وحدثهم بما جلبت لهم أخيرا.
فلما علموا به لم يوبخوا الذين كانوا يريدون إخفاء السلة الأخيرة، وإنما مدحوا جاك لصراحته وأثنوا علي لذكائي ونشاطي.
وفي هذه الأثناء أوقد أوجست النار لأجل كاميل وهي طبخت العجة، ومادلين صنعت المهلبية، وإليزا أنضجت الضلوع، وهنري جهز السلطة، وجاك صنع مربى من الكريز. ولما أتم كل واحد منهم صنع ما اختار صنعه، وتم وضع الأطباق على المائدة؛ ضربت كاميل بيدها على جبهتها وصاحت: نحن لم يفتنا إلا شيء مهم، وهو أننا كنا نستأذن أمهاتنا في أننا سنتغدى وحدنا ونأكل من طبيخنا.
نامعلوم صفحہ