كأن محربا من أسد ترج ... ينازلهم لنابيه قبيب١
ومنه الكلام وذلك أنه سبب لكل شر "وشدة"٢ في أكثر الأمر؛ ألا ترى إلى قول٣ رسول الله ﷺ: "من كفي مئونة لقلقه وقبقبه وذبذبه دخل الجنة"، فاللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج. ومنه قول٤ أبي بكر ﵁ في لسانه: "هذا أوردني الموارد".
وقال:
وجرح اللسان كجرح اليد٥
وقال طرفة:
فإن القوافي يتلجن موالجا ... تضايق عنها أن تولجها الإبر٦
_________
١ قائله أبو ذؤيب الهذلي. والمحرب: المغضب، وترج: جبل بالحجاز كثير الأسد، وقيل قرية بين مكة واليمن مأسدة، وقبيب: تصويت وقعقعة، وهذا من قصيدة يرثي بها حبيبا الهذلي. وانظر ديوان الهذليين ٩٨/ ١ طبعة الدار.
٢ زيادة من ج.
٣ رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بلفظ: "من وقي شر لقلقه ... "، وانظر الجامع الصغير في حرف الميم.
٤ رواه مالك وبن أبي الدنيا والبيهقي. انظر الترغيب والترهيب في "باب الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام".
٥ قبله -وفيه مطلع القصيدة:
تطاول ليلك بالأثمد ... ونام الخلى ولم ترقد
وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد
وذلك من نبأ جاءني ... وخبرته عن أبي الأسود
ولو عن نثا غيره جاءني ... وجرح اللسان كجرح اليد
لقلت من القول ما لا يزا ... له يؤثر عني يد المسند
وهذه القصيدة يختلف الرواة فيها فينسبها بعضهم إلى امرئ القيس بن حجر وهي في ديوانه، وينسبها آخرون إلى امرئ القيس بن عابس، وانظر معاهد التنصيص.
٦ رواية ديوانه طبعة فازان ص٥: "رأيت القوافي".
1 / 15