وليٍّ سار بسيرته، وليس ذلك لغير محمد ﷺ (كما لَه، وليس لواحد من الأمم مثل ما) (١) ولأمّته (٢)، ولا اجتمع في أهل ملل غير أهل ملّته.
وأما العشر التي في المؤمنين فقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)﴾ [المؤمنون: ١ - ١١] ... فقد مضى ذكر الإيمان والخشوع وهنا ذكر الخشوع في الصلاة فإنّه أوكَدُ منه في غير الصلاة واللغو القبيح من القول وقد قال ﷺ: «إني لم أُبْعَثْ لعَّانًا ولا فحَّاشًا ولا سخَّابًا في الأسواق» (٣)، وقوله: ﴿لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون: من الآية ٤] ولم يكن ﷺ صاحبَ مال، وعُرضت عليه ﷺ كنوز الأرض فأباها (٤) ولم يكن فقره كفقر غيره من الناس الذين يأكلون الصدقات فإن الصدقة محرّمة
عليه وعلى ذريّته وبَني عمّه إلى يوم القيامة، [ففقره أعلى درجة من درجة الملوك] (٥)، وهذه المرتبة أكمل من مرتبة صاحب مالٍ يُسأل من أين اكتسبه وفيما أنفقه (٦)، وفي أمّة محمد