طائفة من أمتي يدعون إلى الحقّ لايضرهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم حتى تقوم الساعة» (١)، وقال الحسن: الحافظون لحدود الله هم أهل الوفاء ببيعته (٢) كما قال له بعض أصحابه حين ندبهم إلى الجهاد: والله لانقول لك كما قال أصحاب موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون، واللهِ لو أمرتنا أن نُخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادَها إلى بَرك الغِماد لفعلنا (٣). ولما نودي في أصحابه يوم هوازن حين ولّوا لما رَمَوهم بالنّبل نادى العباس: يا أصحاب السَمُرة يا أصحاب سورة البقرة فذكّرهم عقد البيعة التي بايعوا بها محمّدًا ﷺ تحت الشجرة عَطَفوا عطفة (٤) البقر على أولادها يقولون
: يالبيّك يالبيّك، فقال رسول الله ﷺ: «الآن حين حمي الوطيس» (٥) وأنزل الله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: ١٧٢]؛ وأما تفصيل العشر التي في الأحزاب وأن محمّدًا ﷺ أوتيها على أكمل الأحوال وأتمّ الأفعال فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ...﴾ الآية