إذا احمرَّ البأس نتَّقي به وإن الشجاع منَّا للذي يُحاذي به يعني [ق ١٢/و] النبي ﷺ (١)، وكان من أُمَّته من إذا لقي العدو كسَر جَفْن سيفه (٢) (٣) وحمل عليهم (٤)، ومنهم من كان في يده تمرات فلمَّا التقى الجمعان قال: لئن عشتُ حتى آكل تمراتي هذه إنَّها لحياة طويلة فألقى التمرات وقاتل حتّى قُتل (٥) ومن هذا الجنس في أمّة محمد ﷺ قديمًا وحديثًا كثيرٌ معروف مشهور، وأمَّا كون السِّياحة طلب العلم فإنَّ محمَّدًا ﷺ كان في بَدْء أمره يتزوَّد ويخرج إلى جبل حراء يتوقع نزولَ الوحي وتعلُّم العلم من الملَك، ولم يُنقَل عن أحد من الأمم في كثرة طلب العلم ما في أمَّة محمد ﷺ حتى إنَّ أحدهم يرحل مسيرة الشهر في طلب الحديث الواحد، ومنهم من يتغرَّب السنين في طلب العلم ويترك وطنه وأهله وولده، وقوله: ﴿الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ﴾ [التوبة: من الآية ١١٢]: يعني