55 - حدثنا محمد بن بكار، قال، حدثنا أبو معشر، عن نافع، مولى لآل الزبير، عن أبي هريرة، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: إن الكعبة خلقت قبل الأرض بألفي سنة، وهي من الأرض، قال: إنها كانت حشفة على الماء، يعني زبدا على الماء، عليها ملكان من (ق52ب) الملائكة يسبحان الليل والنهار ألفي سنة قال: فلما أراد الله، تبارك وتعالى، أن يخلق الأرض دحاها منها، فجعلها في وسط الأرض، قال: فلما أراد الله، جل ثناؤه أن يخلق آدم، بعث ملكا من الملائكة من حملة العرش، يأتي بتراب من الأرض، فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك إلي أن لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار منه نصيب غدا، قال: فتركها فلما رجع إلى ربه، قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك؟ قال: يا رب سألتني بك أن لا آخذ منه شيئا يكون للنار منه نصيب غدا، فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك قال: ثم أرسل الله آخر من حملة العرش، فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له الأرض: أسألك بالذي أرسلك إلي أن لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار منه نصيب، قال: فتركها، فلما رجع إلى ربه، قال: ما منعك أن تأتيني بما أمرتك به؟ قال: يا رب سألتني بك [أن لا آخذ منه شيئا يكون للنار منه نصيب غدا، فأعظمت أن أرد شيئا سألني بك] (1) قال: ثم أرسل آخر من حملة العرش فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له مثل ما قالت للأول فتركها، ثم رجع إلى ربه، فقال له مثل ما قال الأول، قال: حتى أرسل حملة العرش كلهم، كل ذلك تقول لهم مثل ذلك، فيرجعون إلى ربهم فيقولون مثل ذلك، قال: حتى أرسل ملك الموت، قال: فلما أهوى ليأخذ منها، قالت له الأرض: إني اسألك بالذي أرسلك أن لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار منه نصيبا غدا، قال ملك الموت: الذي أرسلني أحق بالطاعة منك، قال: فأخذ من وجه الأرض كلها من طيبها وخبيثها (ق53أ) حتى كانت قبضته عند موضع الكعبة، فجاء بها إلى ربه، فصب عليها من ماء الجنة، حتى كانت حمأ مسنونا، فخلق منها آدم بيده، ثم مسح على ظهره، ثم قال: {تبارك الله أحسن الخالقين} قال: ثم تركه أربعين يوما لا ينفخ فيه، ثم نفخ فيه من روحه، قال: فجرى فيه من روحه، قال: فجرى فيه الروح من رأسه إلى صدره فأراد أن يدب، فقال أبو هريرة: {خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون} قال: فلما جرى فيه الروح جلس جالسا فعطس، فقال الله تبارك وتعالى، قل الحمد لله، فقال الحمد لله، قال: رحمك ربك، ثم قال: يا آدم انطلق إلى هؤلاء النفر من الملائكة فسلم عليه، قال: فانطلق فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال: يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك، قال: يا رب ومن ذريتي؟ قال: يا آدم في أي يدي أحب إليك أن أريد ذريتك فيها، قال: يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين، قال: فبسط يمينه فإذا فيها ذرية آدم كلهم، ما هو خالق إلى يوم القيامة الصحيح على هيئته والمبتلى على هيئته، والأنبياء على هيئتهم، فقال آدم: رب هؤلاء أعطيتهم لو أعطيتهم جميعا كلهم، قال: يا آدم إني أحببت أن أشكر، قال: فرأى فيهم رجلا ساطعا نوره، قال: يا رب من هذا؟ فقال: ابنك داود، قال: كم عمره يا رب؟ قال: ستون سنة، قال: فكم عمري؟ قال: ألف، قال: أنقص من عمري أربعين سنة فزده في عمره ثم رأى آخر ساطعا نوره، ليس مع أحد من الأنبياء من الأتباع مثل ما معه، فقال: من هذا أي رب؟ قال: هذا ابنك محمد صلى الله عليه وسلم وهو أول من يدخل الجنة، قال: الحمد لله الذي (ق53ب) جعل من ذريتي من يسبقني إلى الجنة ولا أحسده، قال: فلما مضى لآدم، عليه السلام، ألف سنة إلا أربعين سنة جاءه الملك يتوفونه عيانا، فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن نتوفاك نعي، قال: قد بقي لي حتى الآن أربعون سنة، فقالوا: أليس قد أعطيتها ابنك داود؟ قال: ما أعطيت أحدا شيئا، فقال أبو هريرة: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم، صلوات الله عليه، فنسيت ذريته.
صفحہ 54