عن الكروية اذا اعتبرت جملتها لان مقادير الجبال وان شمخثميسرة بالقياس الي كرة الارض فان الكرة التي قطرها ذراع او ذراعان مثلا اذا انثي منها شي او غار فيها اا يخرجها عن الكرة. ولا هذه التصاريس لغحاطة الماء بها من جميع جوانبها وغمرها بحيث لا يظهر منها شي فحينئذ تبطل الحكمة المودعة في المعادن والنبات, والحيوان فسبحان من لا يعلم اسرار حكمته الا هو تعالى. واعلم ان اسفل الارض بالحقيقة هو عمق باطنها مما يلي مركزها من اي جانب كان. واما سطحها الظاهر المماس للهوا من جميع الجهات فانه فوق والهوا فوق الارض يحيط بها من سائر الجهات, وفوق الهوا الافلاك التي تقدم ذكرها واحدا فوق اخر الي الفلك التاسع الذي هو اعلى الافلاك ونهاية المخلوقات باسرها وقد اختلف فيما ورا ذلك فقيل خلا وقيل ملأ وقيل لا خلا ولا ملا وكل موضع يقف فيه الانسان من سطح الارض فان راسه يكون مما يلي السماء, ورجليه ابدا تكون اسفل مما يلي مركز الارض وكلما انتقل من موضع الي اخر ظهر له من السماء مقدار ما خفي عنه والارض غامرة بالما كعنبة طافية فوق الماء قد انحسر عنها نحو النصف وانغمر الباقي وصار المتكشف من الارض نصفين كانما قسم بخط مسامت لخط معدل النهار يمر تحت دائرته وجميع البلاد التي على هذا الخط لا عرض لها البتة وبيانه ان الارض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق الي المغرب وهذا هو طول الارض وهو اكبر خط في كرة الارض وعرض الارض من القطب الجنوبي الذي يدور حول سهيل الي القطب الشمالي الذي يدور حوله بنات نعش فالقطبان المذكوران يكونان غير مرئيين في البلاد التي لا عرض لها ويكونان هناك على دائرة الافق من الجانبين وكلما بعد موضع بلد عن الخط المسامت بخط معدل النهار الي ناحية الشمال قدر درجة من درجات الفلك ارتفع القطب الشمالي الذي هو الجدي على اهل ذلك البلد عن الافق درجة. وانخفض القطب الجنوبي الذي هو سهيل درجة وهكذا ما زاد ويكون الامر فيما بعد البلاد الواقعة في ناحية الجنوب كذلك من ارتفاع القطب الجنوبي وانحطاط القطب الشمالي وبهذا عرفت عروض البلاد وصار عرض البلد عبارة عن ميل دائرة معدل النهار عن سمت رؤوس اهله وارتفاع القطب عليهم, وهو ايضا بعد ما سمت رؤوس اهل ذلك البلد وسمت رؤوس اهل بلد لا عرض له. واعلم ان الذي انكشف من الارض فيما يلي الجنوب من خط الاستواء خراب والنصف الاخر الذي يلي الشمال من خط الاستواء فهو الربع العامر اعني المسكون من ]ه7[ الارض والعمارة في العرض بعد خط الاستواء اربع وعشرون درجة والباقي قد مره البحر المحيط.

صفحہ 125