خبر عن بشر
kitab al-Khabar ʿan al-Bashar Fi ’ansab al-‘Arab wa Nasab Sayyed al-Bashar
اصناف
يعنون الجن بني الجان فلما افسدوا بعث الله تعالى عليهم جنودا من الملائكة فضربوهم حتي الحقوهم بجزائر البحور قال فقالت الملائكة اتجعل فيها من يفسد فيها كما فعل أولئك الجن بنو الجان قال. فقال الله تعالى. إني أعلم ما لا تعلمون .
قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجا واعترض على هذا بان سفك الدماء ال يكون الا من ذوي الاجسام الكثيفة واجسام الجن ضعيفة غير كثيفة ولا دما لها النها خلقت من النار رقاق هوائية لا الوان لها لو كانت لهم الوان لوقعت عليهم حاسة البصر ولو لم يكونوا اجساما رقاقا هوائية للمسوا.
وجعل الله تعالى لهم قوة يتوصلون بها الي ان قذف البلايا في نفوس البشر وتزيين المحظور من المعاصي وهي المعبر عنها بالوسوسة في صدور الناس والله اعلم بكيفية ذلك. واجيب عن ذلك بان الله تعالى قد وصف الجن في غير موضع من كتابه بما وصف به ذوي الاجسام المزاجية الكثيفة كقوله عنهم وأنا لمسنا السماء [ الجني 8] وأنا كنا نقعد منها مقصد للسمع [الجني 9] وأنا لما سمعنا الهدي ءامنا به [الجن 13] الي غير ذلك فما المانع في ان يوصفوا بالفساد وسفك الدماء فلعل لهم دما تناسب خلقتهم .
وهذه الملائكة الطف من الجن اجسام, لانهم خلقوا من النور وقد وصفهم الله تعالى بما يوصف به ذوي الاجسام المزاجية الكثيفة فقال تعالى . جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مشي وثلث وربع [فاطر.1] وقد ثبت في الصحيح ان جبريل له ستمائة جناح قالوا ولئن سلمنا ذلك فانا تقدح في خبر مجاهد عن ابن عباس ب بما روي عن ابن زيد وغيره بان الله تعالى اعلم الملائكة ان الخليقة ستكون من ذريته قوم يفسدون في الارض ويسفكون الدماء فقالوا هذه المقالة اما على طريق التعجب من استخلاف الله تعالى من يعصيه او من عصيان الله تعالى من يستخلفه في ارضه وينعم عليه بذلك.
واما على طريق الاستعظام والاستكبار للاستخلاف والعصيان وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال كان الله اعلمهم انه اذا كان في الارض خلق افسدوا فيها وسفكوا الدماء, ولذلك قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها فعلى هذا يكون كلامهم انما هو استفهام اهو الذي لعلمهم او غيره ويكون في الكلام حذف والمعني اني جاعل في الارض خليفة تفعل كذا او ستفعل كذا فقالوا اتجعل فيها
صفحہ 272