مفاتيح للتعامل مع القرآن

Salah Al-Khalidi d. 1443 AH
26

مفاتيح للتعامل مع القرآن

مفاتيح للتعامل مع القرآن

ناشر

دار القلم

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

پبلشر کا مقام

دمشق

اصناف

وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) [النحل: ٤٤]. وفى القرآن الذكر المجيد لهذه الأمة، فقد كانت قبل هذا القرآن نكرة من النكرات، تعيش وتموت ولا يحس بها أحد إن عاشت أو ماتت .. ثم أعلى القرآن ذكرها، وبوأها مكانتها، وأسلمها قيادة البشرية، وجعلها قائدة ورائدة، وفى مركز الأستاذية والوصاية والرعاية .. ولا ذكر لهذه الأمة إلّا بالتزام الذكر الربانى، والانطلاق به والظهور من خلاله. هذا أو العودة إلى زوايا النسيان وعالم النكرات، وذيل القافلة وسقط المتاع .. قال تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠) [الأنبياء: ١٠]، وقال تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤) [الزخرف: ٤٤]. وهذا الذكر المبارك لا يستفيد منه إلّا من كان صاحب قلب حى متفاعل، فيمتزج الذكر الربانى مع القلب الإيمانى، وتسرى الحياة مع القرآن إلى القلب فتحييه .. وتظهر سمات الحياة القرآنية على الجوارح، وتلحظ على السلوك، وتكون ثمارا يانعة خيرة فى الواقع المعاش .. قال تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠) [يس: ٦٩ - ٧٠]. ٤ - الروح : قال تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) [الشورى: ٥٢]. ونأخذ هذه الآية على حقيقتها، ونأخذ هذه السمة القرآنية على ظاهرها، فإنه روح وإنه حى وإنه حياة، والإنسان يكون ميتا بين الأموات، يكون ميت القلب والإحساس والشعور، ثم يتفاعل مع الروح

1 / 32