Kayfa Nafham al-Tawheed
كيف نفهم التوحيد
ناشر
الجامعة الإسلامية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٠٦هـ
پبلشر کا مقام
المدينة المنورة
اصناف
فالبدوي والجيلاني والرفاعي والتيجاني والعيدروس وابن عيسى وغيرهم من الأولياء، لا تسمع الهتاف الحار بأسمائهم، والتوجه بالدعاء الخالص إليهم، إلا عند الشدائد.
والقبوريون إذا ركبوا البحر وأحدق بهم الخطر نسوا الله ﷾، وذكروا أولياءهم، وسارعوا بالابتهال والدعاء إليهم، مستغيثين ومستنجدين، قائلين (في ذلة وضراعة): مدد يا بدوي، يا جيلاني، يا رفاعي الخ، فتراهم يناجون وكأنهم عندهم حاضرون.
ولو رأيتهم (في هلع وذلة) كيف يتبارون في نذر النذور لهؤلاء المقبورين ويتعهدون بتقديم القرابين عند قبورهم، إن هم نجوا من الغرق، لأدركت مدى حقارة الشرك وخسة الكفر التي تمرغ كرامة الإنسان في مزابلها وأوحالها، حيث تنحدر به من مرتبة الإنسان العاقل إلى منزلة أحط من منزلة الأنعام السائمة.
وأي حقارة وخسة ومهانة أحط من أن ينصرف الإنسان بقلبه عن خالقه ورازقه، عن ربه الذي هو معه يسمع ويرى، ثم يتوجه (في ضراعة وخشوع) إلى عظام نخرة عجزت عن صد غارات الدود الذي اقتتل على اللهام اللحم المحيط بها في القبر يتوجه إليها، فيطلب منها العون والمدد داعيا إياها ومستغيثا بها لتسارع لإنقاذه من الغرق؟؟
وصدق الله العظيم: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ ١.
ولقد حضرت كثيرا من هذه الحماقات فتأذى نظري واكتوى قلبي من تلك المهازل الشركية والتصرفات الجاهلية.
_________
١ الأحقاف: (٥)
1 / 17