کواکب دراری شرح صحیح بخاری

شمس الدین کرمانی d. 786 AH
84

کواکب دراری شرح صحیح بخاری

الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

ناشر

دار إحياء التراث العربي

پبلشر کا مقام

بيروت-لبنان

اصناف

منه كالاثنى عشر فإن لها نصفًا وثلثًا وربعًا وسدسًا ونصف سدس ومجموع هذه الأجزاء أكثر من اثنى عشر فإنها ستة عشر وإما ناقص وهو ما أجزاؤه أقل منه كالأربعة فإن لها النصف والربع فقط وإما تام وهو ما أجزاؤه مثله كالستة فإن أجزاءها النصف والثلث والسدس وهي مساوية للستة والفضل بين الأعداد الثلاثة للتام فلما أريد المبالغة فيه جعلت آحادها أعشارًا فذكره لمجرد الكثرة أو لأن هذا القدر كان شعب الإيمان حينئذٍ فذكره لبيان الواقع والله. النووي: وفي رواية أخرى في الصحيح الحياء من الإيمان وفي أخرى الحياء خير كله قال والحياء هو الاستحياء وقال قال الإمام الواحدي قال أهل اللغة الاستحياء من الحياة واستحى الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع العيب والذم قال والحياء من قوة الحس وأقول هذا بعكس ما قررناه أولًا من ضعف الحياة وهو قول صاحب الكشاف وقال قالوا جعل الحياء من الإيمان لأنه قد يكون تخلقًا واكتسابًا كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة لكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية فهو من الإيمان لهذا أو لكونه باعثًا على أفعال الخير ومانعًا من المعاصي وأما كونه خيرًا كله فقد يستشكل من حيث أن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر والجواب أنه ليس حياء حقيقيًا بل هو عجز ومهانة وضعف وإنما تسميته حياء من باب إطلاق بعض أهل العرف أطلقوه مجازًا لمشابهته الحياء الحقيقي قال وهذا الحديث نص في إطلاق اسم الإيمان الشرعي على الأعمال وأقول ليس نصًا إذ معناه شعب الإيمان بضع وكذا لأن لفظ الإماطة غير داخلة في حقيقة الإيمان والتصديق خارج عنه اتفاقًا. التيمي: المراد من وجدت فيه هذه الخصال فهو مؤمن على سبيل الكمال ثم إيمان كل واحد بقدر وجود هذه الخصال فيه قال الإمام أبو حاتم البستي تتبعت معنى هذا الحديث مرة وعددت الطاعات فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئًا كثيرًا فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها رسول الله ﷺ من الإيمان فإذا هي تنقص فرجعت إلى كتاب الله فعددت كل طاعة عدها الله من الإيمان فإذا هي تنقص فضممت إلى الكتاب السنة وأسقطت المعاد فإذا كل شئ عده الله ورسوله من الإيمان وهو تسع وسبعون لا يزيد عليها ولا ينقص فعلمت أن مراد النبي ﷺ أن هذا العدد في الكتاب والسنة. القاضي البيضاوي: يحتمل أن يراد بهذا العدد أي بالبضع والسبعين التكثير دون التقدير كما في قوله: تعالى: (أن تستغفر لهم سبعين مرة) واستعمال لفظي السبع والسبعين للتكثير كثير وذلك لاشتمال السبعة على جملة أقسام العدد فإنه ينقسم إلى فرد وزوج وكل منهما إلى أول ومركب والفرد الأول ثلاثة والمركب خمسة والزوج الأول اثنان والمركب أربعة وينقسم أيضًا إلى منطق كالأربعة وأصم كالستة ثم أن أريد مبالغة جعلت آحادها أعشارًا وأن يراد تعداد الخصال حقيقة وبيانه أن شُعب

1 / 84