162

کواکب دراری شرح صحیح بخاری

الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

ناشر

دار إحياء التراث العربي

پبلشر کا مقام

بيروت-لبنان

اصناف

وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ باب الصَّلاَةُ مِنَ الإِيمَانِ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ــ أي لا تبلغوا النهاية بل تقربوا منها يقال رجل مقارب بكسر الراء وسط بين الطرفين. التيمي: وقاربوا أما أن يكون معناه قاربوا في العبادة ولا تباعدوا فيها فإنكم إن باعدتم في ذلك لم تبلغوه وإما أن يكون معناه ساعدوا يقال قاربت فلانًا إذا ساعدته أي ليساعد بعضكم بعضًا في الأمور والأول أليق بترجمة الباب. قوله: (وأبشروا) بهمزة القطع وجاز لغة أبشروا بضم الشين من البشر بمعنى الإبشار أي أبشروا بالثواب على العمل وإن قل. قوله: (بالغدوة) بفتح الغين. الجوهري: الغدوة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس والرواح اسم وقت من زوال الشمس إلى الليل. و(الدلجة) بفتح الدال وضمها من الإدلاج بسكون الدال وهو السير أول الليل ومن الإدلاج بالدال المكسورة الشديدة وهو سير آخر الليل وأما الرواية فهو بضم الدال وهو مثل قوله: تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) كأنه ﵇ خاطب مسافرًا يقطع طريقه إلى مقصده فنبهه على أوقات نشاطه التي ترك فيها عمله لأن هذه الأوقات أفضل أوقات المسافر بل على الحقيقة الدنيا دار نقلة وطريق إلى الآخرة فنبه أمته أن يغتنموا أوقات فرصتهم وفراغهم. النووي: معناه اغتنموا أوقات نشاطكم للعبادة فإن الدوام لا تطيقونه واستعينوا بها على تحصيل السداد كما أن المسافر إذا سافر الليل والنهار دائمًا عجز وانقطع عن مقصده وإذا سار في هذه الأوقات أي أول النهار وآخره وآخر الليل حصل مقصوده بغير مشقة ظاهرة وهذه هي أفضل أوقات المسافر للسير فاستعيرت لأوقات النشاط وفراغ القلب للطاعة. الخطابي: معناه الأمر بالاقتصاد في العبادة أي لا تستوعبوا الليالي ولا الأيام كليهما بل اخلطوا طرف الليل بطرف النهار وأجموا أنفسكم فيما بينهما لئلا ينقطع بكم وأقول محصلة كونوا مصيبين في الأعمال متوسطين فيها مستظهرين بالثواب مستعينين بالأوقات المنشطة للعمل. فإن قلت كيف يدل الحديث على الشق الثاني من الترجمة وهو قول النبي ﷺ. قلت المحبة والعداوة بالنسبة إلى الله تعالى إما مجاز عن الاستحسان والاستقباح يعني أحسن الأديان هو الملة الحنيفية والحديث دل على الحسن حيث أمر بهما بلفظ سددوا وقاربوا والمأمور به سواء كان واجبًا أو مندوبًا حسن وإما أنه أحسن فلان غيره بغلب الشخص ويقهره وإما أن تكون المحبة حقيقة عن إرادة إيصال الثواب عليه وتلك في المأمور به واجبًا أو مندوبًا إذ لا ثواب في غيره هذا ما أمكن من بيان المناسبة عندنا والله أعلم. قال البخاري ﵁ (باب الصلاة من الإيمان وقول الله تعالى) لفظ الصلاة مرفوع ولفظ القول مجرور

1 / 162