============================================================
فكتب إلى عمر، فارسل إليه بطاقة، فقال: القها في البحر، وفيها من عبد الله عمر إلى نيل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله يجريك فأسال الله الواحد القهار أن يجريك، فألقى البطاقة فيه، فزاد في تلك الليلة ستة عشر ذراعا.
ومنها: أنه كان إذا حدثه أحد بحديث فيكذب الكذبة، فيقول: احبس هذه .
ثم يحدثه بحديث، فيقول: احبس هذه . فيقول الرجل: كل ما حدثثك حق إلأ ما آمرتني بحبسه.
حج سنة ثلاث وعشرين فلما نفر من منى أناخ بالأبطح، ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: اللهم كبر سني، وضعقت قوتي، وانتشرث رعيتي، فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط، فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل شهيدا عن ثلاث وسئين سنة على الأصح.
وانكسفت الشمن لموته، وناحت الجن عليه، طعنه أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة في المسجد لما خرج للصلاة بغلس بخنجر له رأسان، وطعن معه اثني عشر رجلا، مات منهم ستة، فالقى عليه رجل ثوبا، فلما اغتم قتل نفسه، ثم حمل عمر إلى بيته، وأتي بنبيز(1). فشربه، فخرج من جرحه فلم يتبين، فسقوه لبنا فخرج من خرحه، فقالوا: لا بأس عليك. قال: إن يكن بالقتل باس فقد قتلت . فجعل الناس يثنون عليه، فقال: واللهرلو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديث به من العذاب. وكان رأسه على فخذ ابنه، فقال: ضعه بالأرض. فقال: وما عليك، كان على فخذي أو على الأرض ؟! فقال: ضغة، ويلي إن لم يرحمني رئي.
وقال له ابن عباس: أبشز يا أمير المؤمنين، إن الله مصر بك الأمصار، ودفع بك النفاق. فقال: أبالإمارة ثثني علي يا ابن عباس؟ والله لودذت أن خرجث منها كما دخلت فيها لا اجر ولا وزد.
(1) النبيد: هو ما يعمل من الأشربة من التمر، والزبيب، والعسل، والحنطة، والشعير، وسواء كان مسكرا أو غير مسكر، فإنه يقال له نبيذ. النهاية (نبذ) .
صفحہ 89