============================================================
قال ابن عباس: لما أسلم عمر رضي الله عنه نزل جبريل عليه السلام على سيد البشر فقال: قد استبشر أهل السماء باسلام عمر رضي الله عنه.
استدعاه المصطفى يوما فقال: "ادن يا عمر" فدنا، فقال: "قد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص، فدعوث الله أن يعز الدين بك، أو بأبي جهل فكنت أحبهما إلى [الله]، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من الأمة"(1) فأعظم بها من منة.
وجمع الله بما منحه من الصولة ماتشتت من شمل الدولة، فعلث بالتوحيد أصوائهم بعد التخافت، وثبتوا في أحوالهم بعد التهافت، وغلب كيذ المشركين، بما لزم قلبه من اليقين، ولا ينظر إلى كثرتهم ولا يكترث بمنعتهم (2) واتحاد كلمتهم الكالا على منشتهم، وانتصارا بقاصمهم وشانتهم، محتملا لما احتمل الرسول، مصطبرا على المكاره لما يؤمل من الوصول، المخصوص من بين الصخب بمعارضة المبطلين، والموافق في الأحكام لرب العالمين، السكينة تنطق على لسانه؛ واليقين يسكن في جنانه، كان بالحق صائلا، وللأثقال حاملا، وقد قيل: التصوف ركوب الصعب في جلاء الكرب.
ومن مناقبه المنيفة، ومزاياء الشريفة أنه ما هاجر أحد إلأ مختفيا إلأ هو، فإنه لما هم بالهجرة تقلد بسيفه، وتنكب قرسه، وانتضى بيده أسهما، وأتى الكعبة، وأشراف قريش بفنائها، فطاف وصلى ثم اتاهم حلقة حلقة، وقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، وثرمل زوجته فليتبعني خلف هذا الوادي. فماتبعه أحد.
(1) ذكره صاحب كنز العمال 168/9 (25555) وقال: قال السيوطي هذا الحديث أخرجه جماعة من الأنمة كالبغوي والطبراني في امعجميهما"، والباوردي في "المعرفة"، وابن عدي وكان في نفسي شيء، ثم رايت أبا احمد الحاكم في "الكنى" نقل عن البخاري آنه قال: حدثنا حسان بن حسان، حدثنا ابراهيم بن بشر آبو عمرو عن يحيى بن معن حدثتي إبراهيم القرشي عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن آبي آوفى، به وقال: هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه ولا يعرف سماع بعضهم من بعض: (2) في () و (ب): بممانعتهم
صفحہ 78