223

کاشف امین

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

معاني اليد والجنب والوجه والعرش وغيرها الواردة في القرآن

قال عليه السلام [ فقل: يداه ] في الآية الأولى [ نعمتاه، ] من تسمية الشيء باسم آلته لما كانت اليد آلة لإيصال النعمة إلى المنعم عليه في الشاهد، ويقال لفلان على فلان يد عظيمة أي نعمة، وتصح تثنيتها على هذا المعنى قال الشاعر:

ويدان بيضاوان عند محلم .... قد يمنعانك أن تضام وتهضما

[ ويده ] في قوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} [ص:75]، [ قدرته ] لكنها في الآية بصفة التثنية لما كانت القدرة في الشاهد محلها اليدين معا، ويمكن أن يقال أراد التخييل لما كانت الأعمال والإحداثات في الشاهد باليدين جميعا، لأنا إذا جعلنا اليد بمعنى القدرة لزم تثنية القدرة لتثنية اليدين فيحتاج إلى تكلف للتصحيح والتوضيح كما قالوا في: { بل يداه مبسوطتان } [المائدة:64]، أراد نعمة الدنيا ونعمة الدين أو نعمة الدنيا والآخرة أو الظاهرة والباطنة بخلاف ما إذا جعل من باب التخييل فلا كلفة للتصحيحه، [ والأيدي ] في الآية الثانية وهي قوله تعالى: {مما عملت أيدينا} [يس:71]، [ هي: القدرة، والقوة أيضا. ] عطف تفسيري، لأن القدرة والقوة بمعنى واحد، ومثل هذه الآية قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأييد } [الذاريات:47]، قال الناصر للحق عليه السلام: تجمع التي بمعنى القدرة على أيد والتي بمعنى النعمة على أياد. حكاه شيخنا رحمه الله، قال وفي كلام: أن الأول جمع قلة والثاني جمع كثرة ولا فرق، والإمام أصدق وأحق. قال: وتأتي اليد بمعنى: الملك، يقال الدار في يد فلان - أي في ملكه-، وتأتي اليد لغير ذلك.

قلت: وذلك كاليد عند علماء الشريعة والحكام في قولهم: من كانت اليد له فالظاهر معه، يريدون بذلك ثبوت التصرف وكون القول قوله، وعلى الخصم المنازع في الملك البرهان.

صفحہ 250