کاشف امین
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
اصناف
قلت: لأن معناه السابق إلى الفهم المتغلب بما لا ينبغي فيوهم القدح في عدله وحكمته، فأما لو قصد به ما قصد بمعنى متكبر فلعله لا مانع والله أعلم، إلا أن يفرق بينهما بأن السابق إلى الفهم من متجبر هو ما ذكر ولا يصير بمعنى متكبر إلا بنقل واستعمال آخر، فيكون مجازا ويحتاج إلى القرينة استقام، ولهذا لم يرد في السمع في أسمائه الله تعالى الحسنى مع كثرتها وهذا هو الظاهر والله أعلم.
قال القرشي رحمه الله تعالى: ومنها الإله معناه القادر على أصول النعم التي لأجلها تحق له العبادة.
قلت: الأظهر أن الإله يفيد وصفه تعالى بجميع صفات الكمال من أنه قادر على كل المقدورات عالم بكل المعلومات حي دائم لم يزل ولا يصح خروجه عن ذلك بحال من الأحوال، فهو أعم من قادر فيدل عليه بالتضمن لا بالمطابقة / قال رحمه الله تعالى: قيل: ولهذا يعني كونه بمعنى القادر على أصول النعم لا يوصف بأنه إله إلا لمن تصح عليه النعم كالأحياء، فلا يقال: إنه إله الجمادات والأعراض، فيحمل قولهم إله السماوات والأرض على حذف المضاف تقديره إله أهل السماوات والأرض وهذا غير واضح، قال: ومثله قولنا: الله يعني أنه بمعنى القادر، وقد مر أنه اسم لله تعالى بإزاء صفات الكمال المذكورة في الإله، فالأظهر أن لا فرق بينهما، بل قيل: إنهما اسم واحد، وإنما حذفت همزة الإله وأدغم أحد اللامين في الآخر.
قال: ومنها المستولي والمستطيع في قوله تعالى: {هل يستطيع ربك } [المائدة:112].
صفحہ 129