============================================================
يعقل ولا يسمع إلأ به، وإنما هذا المحسوس اللطيف بالجوهر اللطيف الذي فيه، وكذلك الجمادات والكثائف كلها من التراب والحجارة والأعواد وما أشبه ذلك، وكذلك الظاهر بلا باطن، فهذه بعضها شبه لبعض ومثل له، وكل هذه دلالة على ان ظواهر دين الله وبواطنه من العلم والعمل ، فالعمل مثل الجسم ، والروح مثل العلم، فلا يزال العلم والعمل واجبين معاما دام الروح والجسم موجودين معا.
قال الحكيم عليه السلام: أتدرون لم سمي ابراهيم، ابراهيم صلوات الله عليه ؟ قال له أولاده: علمنا يا معلم الخير ومفيد الحكمة، وحياة قلوبنا، ونور أبصارنا، فإنه لا علم لنا إلا ما علمتنا فقال : معناه مشتق من اسمه، الألف الأول (1) هو المعنى الأول من البارىء العظيم، فثبت له اسم الحجاب، ثم زيدت باء عظيمة فكان بابا للباري جل وعلا، ثم لحقه عناية الله عز وجل فكساه راء عظيمة فصار رؤوفا رحيما متحننأ بصيرا رسولأ كريما، ثم اتصل بالنور القديم فاسكن فيه شيئا من اللاهوتية، وهي الها المشقوقة، فصار مته الحجة، وهي التي اابتت معانيه، وأكملت خلقه، وشقت له سمعه وكشفت عن بصره جميع الغشاوات فرأى وعاين وشاهد وصار خليلا له خلة(2) ومكان من الله عز وجل ثم زيدت ياء طويلة الخطب(2) جليلة الرتبة، وهي عطف على الميم العظيمة وبها بلغ الى أن صار صاحب شريعة وقبلة ووجه وحقيقة، فالياء حظ كنى (4) وحيط من نمروده و فرعونه، بالميم تم آمره، وظهر قدره، وعرف اسمه، واستبان شخصه، وصار الىرتبة عظيمة، وإلى منزلة نفيسة، بيان هذا أن سعيه ورغبته في العلم وتمسكه بما أدرك من العلم حتى يدرك ما هو أعلى منه ارتفع بذلك، ورفعه الله درجة بعد درجة
صفحہ 108