============================================================
صلوات عليه عليه والاعتراف بمقامه ، فيقول له محمد بن أبي بكر كما قال الله تعالى في قصة ابراهيم عليه السلام { يا آبت لا تعبد(1) الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} فالشيطان 7 3* (2)، فقال محمد بن آبي بكر لأبيه : يا أبت لا تتبع 44284(2) على قوله، فإن ذلك معصية لله ولرسوله وقد أشار إليه رسول لله فلم يشر به إلا بأمر الله فلما لم يطعه وأطاع شيطانة تبرأ منه عند أمير المؤمنين بحقيقة الحقائق، ومعالم الدين واستخلصه لنفسه فكان حجة من حجج أمير المؤمنين(4) لما حمد رغبته ويقينه وإخلاصه، فلما استبان السبيل، وعلم الدليل، رأى مقام أبيه ومحله، مثل محل الكلب والخنزير اللذين لا يشبه بهما إلأ كل من خرج من جملة أهل الحق وصار في جملة أهل الباطل ، فالناس مثل أهل الحق الذين عرفوا الرشد فأحبوه واتبعوه، وعرفوا الغي فكرهوه واجتنبوه، فلهم الفضل بالمعرف التي ميزوا بها الحق من الباطل، وميزوا الخبيث من الطيب، فلما اهتدوا زادهم الله هدى وآتاهم تقواهم ، وأهل الباطل أمثال الكلاب والخنازير التي لا تميز بين الحق والباطل، ولا الخبيث من الطيب، ولا تهتدي قصدا ولا تتبع رشدا، طعامها الخبث، وأفعالها المساوىء، فمن ارتد من الحق إلى الباطل، فقد انقلب خاسرا لأنه ارتد على عقبيه فخرج في المثل من جملة الناس إلى جملة الكلاب والخنازير، فهذا المعنى في المسوخية على ما تقدم الشرح أيضا، والتعذيب الذي يقال في حالة المسخ، هو حرمان هذا الخاسر المرتد ومن اتبعه أشبهه إنهم يحرمون فوائد الهداية والعلم، ودلائل الرشد وبركات النصر، والذكرى كما قال الله جل وعلا: تبصيرة وذكرى(4) لكل عبد منيب} والقلب المنيب الذي أناب إلى الله باتباع الحق وصاحبه الذى أقامه الرسول عن أمر ربه بتمام ومره وتأويل كتابه، فذلك أمير المؤمنين وصي
صفحہ 96